اخبار المغرب

أحمد الطلحي يسرد “قصة مع التراث”

صورة: هسبريس

هسبريس من الرباطالسبت 3 ماي 2025 04:14

صدر، حديثا، لأحمد الطلحي، الخبير في البيئة والتنمية والعمارة الإسلامية، كتابٌ جديد موسوم بعنوان “قصتي مع التراث.. مقاطع من السيرة الذاتية للمؤلف التي لها علاقة بالتراث”، في إصدار هو الثامن ضمن سلسلة مؤلفاته، جامعا فيه بين السرد الذاتي والتوثيق الثقافي المرتبط بالتراث في مختلف تجلياته.

ويقدّم هذا الكتاب الجديد، الذي يمتد على 240 صفحة، سردا ذاتيا من زاوية التراث؛ فقد اختار المؤلف أن يقصر حديثه على المحطات الشخصية والمهنية التي كان فيها للتراث بمفهومه الواسع حضور فاعل في حياته. ومن هذا المنطلق، توزعت فصول العمل على مرحلتين زمنيتين، تقاطعتا مع مسارات تنقل الكاتب بين طنجة وفاس ومراكش، وعودته لاحقا إلى طنجة.

في القسم الأول، الذي يغطي مسار المؤلف من الميلاد سنة 1965 إلى سن الأربعين، يتتبع الطلحي أثر التراث في تنشئته الأولى بمدينة طنجة، حيث كان الحضور التراثي ماثلا في البيت والأسرة والعمل، دون أن يبلغ درجة الوعي أو الفعل. ويزداد هذا الحضور وضوحا مع انتقاله إلى مدينة فاس، حيث يتبلور لديه الوعي بأهمية التراث المعماري، ويتحول إلى موضوع دراسي وأكاديمي ثم إلى ميدان للتأطير والاستشارة. أما في مراكش، حيث عُيّن موظفا بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير، فقد تطور اهتمامه إلى الجمع بين التراث المعماري والطبيعي، مع التركيز على الممارسة التقنية داخل دواليب الإدارة العمومية.

ويواكب القسم الثاني من الكتاب مرحلة العودة إلى طنجة منذ سنة 2004، حيث انتقل المؤلف من موقع التأمل والخبرة إلى موقع الفعل والانخراط المباشر في حماية التراث وتثمينه. وقد وزّع فصول هذا القسم على أساس نوع الأنشطة: بين العمل الإداري، والجهد الأكاديمي والثقافي، والتجربة الجمعوية، والمشاركة في المجالس الجماعية ما بين 2015 و2021.

وفي هذا الإطار، يصف الطلحي نفسه بكونه “عائدا إلى طنجة محمّلا بتجارب وخبرات واسعة في كيفية المحافظة على التراث وتثمينه”، مؤكّدا أنه وظف هذه المعرفة في كل من مساراته المهنية، وأنشطته الموازية، واضعا نصب عينيه “تحقيق فعل ملموس يخدم تراث المدينة والبلاد”.

في خاتمة الكتاب، يعترف المؤلف برضاه عما قدمه شخصيا في خدمة التراث؛ لكنه لا يخفي قلقه من الوضعية العامة لهذا الإرث الثقافي في المغرب، معبّرا عن الحاجة إلى تعميم ثقافة الوعي التراثي في المجتمع، وتحويله إلى مكون أساسي في السياسات التنموية والتربوية.

“قصتي مع التراث” ليس فقط سيرة ذاتية موضوعها التراث؛ بل هو أيضا شهادة نابعة من خبرة ميدانية، وسجل توثيقي لعلاقة فرد بالتراث في امتداداتها الشخصية والمهنية، وعرض لمسؤولية جماعية ما زالت، في نظر الطلحي، تتطلب المزيد من الإرادة والاقتداء بتجارب ناجحة عالميا.

أحمد الطلحي التراث السيرة الذاتية

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *