أحد أكبر النساخ.. ميلود نوار يستعيد محاولة إلغاء المهنة في عهد حكومة بوعبيد (فيديو)
تصوير ومونتاج: عصام صديق
استعاد ميلود نوار، وهو أحد أكبر النساخ القضائيين بالمغرب، محاولة حكومة الوزير الأول الأسبق المعطي بوعبيد سنة 1983، حذف مهنة النساخة، وهي المحاولة التي باءت بالفشل، قبل أن يصدر القانون المتعلق بالمهنة سنة 2001، الذي كفل للنساخ وحدهم مهمة التضمين.
ميلود نوار وهو ناسخ مازال يمارس مهنته بمحكمة الأسرة بمدينة مراكش على الرغم من تقدمه في السن، أشار في لقاء مع جريدة “العمق” إلى محاولة حكومة المعطي بوعبيد حذف مهنة النساخة، بعدما أسندت للعدول مهمة وضع نظائر من الوثائق بالمحكمة.
وكان بوعبيد قد أصدر في 18 أبريل سنة 1983، بصفته وزيرا أول، المرسوم رقم 2.82.415 بشأن تعيين العدول ومراقبة خطة العدالة وحفظ الشهادات وتحريرها وتحديد الأجور، الذي نص على أن “يقيم العدول عند تحرير الشهادات نظائر لها تحفظ بكتابة الضبط وترتب وفق أرقام متتابعة تثبت فيها أصولها”.
وفي ظل غياب إطار قانوني، حينها، يحدد جهة وحيدة تمسك النظائر وتحفظها تحت عهدتها وتتابع جنائيا وتاديبيا عند إخلالها بواجبها، “تبين أن جل الوثائق ضاعت ولم تسفّر، باستثناء بعض المحاكم التي قامت بتجليدها وحفظها” فصدر مرسوم إحداث مهنة التضمين سنة 1993، يقول ميلود نوار.
في هذه المرحلة، يقول نوار، ظهر صراع بين النساخ والعدول على من يقوم بالتضمين، لأن الوزارة قررت أن يقوم العدل بالتضمين بيده في سجلات المحكمة، “لكننا ناضلنا وطالبنا الوزارة بإرجاع حق الناسخ له فتم ذلك في عهد الوزير عزيمان في سنة 2001، وبظهير ملكي أصبح التضمين اختصاصا حصريا للنساخ”.
وفي ظل توجه الحكومة الحالية لاعتماد الرقمنة في مرفق العدالة وتصفية مهنة النساخة، طالب نوار بضرورة توفير بديل لهذه الفئة حتى يتم حماية حقوقها الاجتماعية، لأن “منا من عمل طيلة 4 أو 5 عقود، بل وأكثر. وهذه المهنة حفظت حقوق المواطنين منذ دخول الحماية الفرنسية إلى المغرب”.
ميلود نوار رحب برقمنة النساخة لأنها “سير إلى الأمام”، لكنه في نفس الوقت تخوف من اصطدامها بإكراهات، من قبيل صعوبة تعامل عدد من العدول في المناطق القروية والجبلية، مع التضمين الإلكتروني في النظام الرقمي.
وتحدث كذلك عن إمكانية أن “يصيب التلف النظام الرقمي، لهذا يجب أن تبقى السجلات الورقية”، ونبه أيضا إلى وجود وثائق وسجلات مكتوبة بخطوط لا يمكن أن يقرأها إلا من مارس النساخة واطلع على فحواها وعلى سرية الخطوط”.
واقترح أن تحتفظ الوزارة بالنساخ الذين لهم دراية ومعرفة باستخراج النسخ وفك الخطوط، قائلا: “كثيرا ما نقوم باستخراج النسخ وندقق فيها حرفا حرفا. فالناسخ يدقق في أصغر التفاصيل، لأن المعنى يمكن أين يضيع في نقطة أو حرف، والناسخ هو المؤهل لاستخراج النسخ”.
المصدر: العمق المغربي