وجهت نقابة صحفيي وكالة الأنباء الفرنسية نداءً عاجلًا، محذرة من أن آخر الصحفيين المحليين العاملين مع الوكالة داخل قطاع غزة يواجهون خطر الموت الوشيك جوعًا وتحت القصف، في ظل الحصار الخانق ومنع الصحافة الدولية من دخول القطاع منذ أكثر من عامين.

وقالت النقابة إن الوكالة تعتمد منذ بداية 2024 على طاقم محلي يتكون من صحفي واحد، وثلاثة مصورين، وستة مصوري فيديو يعملون في ظروف قاسية وسط الفقر المدقع وانهيار البنية الصحية والمصرفية، ما يعرضهم لمخاطر يومية تهدد حياتهم.

وذكرت النقابة أن أحد الصحفيين، بشار، الذي يعمل مع الوكالة منذ 2010، كتب قبل يومين على صفحته بـ »فايسبوك »: « لم أعد أملك القوة للعمل في وسائل الإعلام. جسدي هزيل ولم أعد قادرًا على الاستمرار ». ويعيش بشار، البالغ من العمر 30 عامًا، في أنقاض منزله المدمر برفقة والدته وإخوته، وقد فقد أحد أشقائه هذا الأسبوع بسبب الجوع، حسب ما أفاد به.

أما الصحفية أحلام، والتي لا تزال تعمل جنوب القطاع، فأكدت أن أكبر التحديات التي تواجههم هي نقص الغذاء والماء، مشيرة إلى أنها لا تعرف إن كانت ستعود حيّة في كل مرة تغادر فيها خيمتها لتغطية الأحداث.

وأوضحت النقابة أن العاملين المحليين، رغم تلقيهم رواتب من الوكالة، لا يستطيعون شراء الغذاء بسبب ارتفاع الأسعار واختفاء البنية المصرفية، إذ تصل عمولات تحويل الأموال إلى 40%.

وتنقل النقابة عن بشار قوله: « أشعر أنني انهزمت. أعيش يوميًا بين الموت والجوع. أرجو من الرئيس ماكرون مساعدتي على الخروج من هذا الجحيم ».

وأكدت النقابة أن هؤلاء الصحفيين الشجعان يمثلون الصوت الأخير من داخل غزة، وأنهم يواصلون العمل من منطلق الضرورة لا الخيار، في وقت تتجاهل فيه المؤسسات الدولية الوضع المأساوي للصحافة في القطاع.

واختتمت النقابة بيانها قائلة: « منذ تأسيس الوكالة عام 1944، فقدنا صحفيين في النزاعات، وتعرض بعضهم للإصابة أو الاعتقال. لكن لم يحدث يومًا أن مات زميل لنا جوعًا. »

 

المصدر: اليوم 24

شاركها.