أخصائي نفسي ينصح بتلقين الثقافة الجنسية لحماية الأطفال من “البدوفيليا”
أكد الأخصائي النفسي الدكتور رضوان اليوسفي، أن البيدوفيليا من الانحرافات الجنسية التي تتجه بالميول الجنسي نحو الأطفال، مما يجعلها اضطرابا عقليا مرتبطا بالوظيفة الجنسية، داعيا إلى تلقين الأطفال الثقافة الجنسية لمكافحة الظاهرة.
ورغم أن البيدوفيليا تعتبر انحرافا، يقول اليوسفي، إلا أن الشخص المصاب بها يبقى مسؤولا عن تصرفاته لعدم فقدانه القدرة على التمييز والحكم، حيث يدرك خطورة وجرم أفعاله ويستطيع طلب العلاج.
وأوضح اليوسفي في تصريح لجريدة “العمق”، أن اضطراب البيدوفيليا لا يعفي المصاب من المسؤولية، على عكس بعض الاضطرابات العقلية مثل السكيزوفرنيا، التي تفقد المصاب القدرة على التحكم في تصرفاته.
وأضاف أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يدركون جيدا أن سلوكهم خطير وغير قانوني، ومع ذلك يمتنعون عن طلب العلاج بسبب خوفهم من التبليغ والشعور بالإحراج.
وأشار اليوسفي إلى أنه لا توجد إحصائيات دقيقة حول ظاهرة البيدوفيليا في المغرب، نظرا لكونها تتم في الخفاء. إلا أن إحصائيات بحث “غوغل” تظهر أن كلمة “الجنس” تعد ثاني كلمة تم البحث عنها بعد كلمة آذان المغرب في رمضان، مما يدل على وجود اهتمام غير طبيعي بهذا الموضوع.
ولفت الأخصائي النفسي، أن المتورطين في هذه الأفعال يمتازون بقدرة كبيرة على التخفي، لأنهم لم يفقدوا ملكات الحكم والتمييز والتفكير، بالعكس فقدراتهم العقلية عالية مقارنة بالناس الطبيعيين لهذا لا نستطيع السيطرة على هذه الظاهرة، وللأسف لا يتم التعامل معها إلا وقوع الاعتداء الجنسي.
وشدد المتحدث على ضرورة تعليم الأطفال الثقافة الجنسية، مشيرا إلى أن الشارع لا يمكن أن يكون مصدرا آمنا للتعليم، حيث قد يؤدي ذلك إلى الاعتداء الجنسي على الأطفال. وشدد على أهمية الإجابة بصدق ووضوح على أسئلة الأطفال حول المواضيع الجنسية، لأن عدم الإجابة قد يدفعهم للبحث عن إجابات في مصادر غير آمنة.
ونبه اليوسفي إلى أن المناهج الدراسية في المغرب تفتقر إلى التربية الجنسية، وأن دور التثقيف الجنسي كان يقوم به الأعمام والأخوال في السابق، ولكن مع تغير نمط العائلة وتغلغل التكنولوجيا في حياتنا اليومية، قل التواصل بين أفراد الأسرة، و”لم يعد لدينا وقت للإجابة عن الأسئلة البسيطة التي يوجهها لنا أطفالنا فما بالك في الإجابة عن موضوع يعتبرونه محرجا وطابو، مما يجعل الأطفال يفقدون الثقة في آبائهم عند عدم الإجابة عن أسئلتهم”.
وقدمت منظمة اليونيسيف إحصائيات تشير إلى أن ما لا يقل عن 160 ألف طفل يعانون من العنف الجنسي كل عام، كما أن الأطفال ذوي الإعاقة معرضون بثلاثة أضعاف للوقوع ضحايا للعنف الجنسي. وأشارت إلى أن الآثار اللاحقة على الضحايا متنوعة وشديدة، تتضمن اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب واضطراب الشخصية الحدية.
وتظهر على الأطفال ضحايا العنف الجنسي علامات جسدية ونفسية مثل: حالة من الخوف، ألم أو حكة في الأعضاء التناسلية، مشاكل في النوم، اضطرابات الأكل، رفض الذهاب إلى السرير أو المدرسة، واضطرابات سلوكية مثل الغضب والعنف في الألعاب.
وقدم اليوسفي نصائح للآباء بأهمية تثقيف أطفالهم حول المواضيع الجنسية داخل الأسرة وعدم تركهم يتعرفون على أجسادهم عبر الإنترنت أو الشارع، مشددا على ضرورة بناء علاقة مبنية على الاحترام والثقة بين الأبوين والأطفال ليصبحوا المصدر الأساسي للإجابات والتوجيهات.
المصدر: العمق المغربي