ولاية جهة الدار البيضاء تستعين بالأقمار الاصطناعية لرصد فيلات عشوائية

استعان محمد امهيدية، والي جهة الدار البيضاء سطات وعامل عمالة الدار البيضاء، في حملته ضد احتلال الملك العمومي والبناء العشوائي في العاصمة الاقتصادية، بالأقمار الصناعية؛ فقد حصل المسؤول الترابي من الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والخرائطية والمسح الطبوغرافي والوكالة الحضرية للبيضاء على تصاميم تهيئة محينة وصور ملتقطة من الفضاء لمجموعة مناطق، بعضها قريب من الأملاك البحرية وأخرى بضواحي المدينة.

وأفادت مصادر مطلعة بأن صور الأقمار الاصطناعية رصدت عددا كبيرا من الفيلات والقصور العشوائية ببوسكورة، ضواحي البيضاء، تحديدا منطقة “لابيسا”، موضحة أن ملكية البنايات المذكورة تعود إلى نافذين، عمدوا إلى بناء مساكن فاخرة خارج الضوابط القانونية للتعمير في المنطقة المذكورة التي تحدد مساحة البناء في 100 متر على الأكثر في كل هكتار، إذ اقتنوا قطعا أرضية تتراوح مساحتها بين 4000 و5000 متر مربع وشرعوا في بناء مساكن وأحواض سباحة وفضاءات ترفيهية عليها.

وأضافت مصادر هسبريس أن الصور فضحت ملحقات سكنية وترفيهية عشوائية بفيلات في حي كاليفورنيا الراقي بالبيضاء، مؤكدة أن ملاك العقارات المعنية استغلوا مساحات قريبة منهم للبناء فوقها دون ترخيص قانوني؛ فيما لجؤوا إلى مجموعة حيل لإخفاء الأبنية العشوائية عن أعين مراقبي التعمير، أبرزها التسييج والتشجير.

وكشفت المصادر عينها أن والي جهة الدار البيضاء سطات وجه تعليمات صارمة إلى العمال والقياد من أجل التصدي لكل أشكال احتلال الملك العمومي والبناء المخالف لقوانين التعمير دون تمييز، مشيرة إلى استعانة سلطات البيضاء في سياق حملتها ضد احتلال الملك العمومي والبناء العشوائي بالطائرات المسيرة “الدرون” من أجل التثبت من ترامي مجموعة من المباني على الشريط الساحلي الممتد من زناتة إلى عين الذئاب على الملك البحري، موضحة أنه تم ضبط مجموعة من الحالات المخالفة للقانون في هذا الشأن سيجري تسوية وضعيتها خلال الأيام القليلة المقبلة.

واعتمد الوالي محمد امهيدية على تكوينه وخبرته في مجال البناء والأشغال العمومية كمهندس من أجل الضبط الدقيق لمخالفات التعمير، خصوصا احتلال الملك العمومي والبناء العشوائي، عبر مقارنة الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية مع المعطيات الظاهرة في تصاميم التهيئة المحينة؛ فيما ربط، منذ تعيينه في شهر أكتوبر المنصرم، اتصالات مكثفة مع العمال والمنتخبين لحثهم على التصدي لآفة العشوائي التي تجاوزت الأحياء الشعبية إلى الراقية في العاصمة الاقتصادية.

وربطت المصادر نفسها الحملة الجارية ضد احتلال الملك العمومي والبناء العشوائي، التي خلفت موجة من الاحتجاجات في الدار البيضاء، بمخطط استعجالي تنفذه ولاية الجهة من أجل فسح المجال أمام تنفيذ مشاريع البنية التحتية وتسريع تسليم الأوراش المتأخرة، في سياق الاستعداد لرهانات استضافة المغرب لنهائيات كأس العالم 2030.

ويركز المخطط المذكور على تطهير ضواحي المدينة من البناء العشوائي، في سياق حل مشكل ندرة الوعاء العقاري، خصوصا لفائدة الأنشطة الصناعية والاستثمارية ذات القيمة المضافة، بعدما تم رصد استغلال أراضي الجموع والشياع في تفريخ أحياء سكنية عشوائية لا تتوفر على مقومات الاندماج السوسيو اقتصادي.