أمد/ طوكيو: تُصادف ذكرى إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما يوم الأربعاء، وهي الذكرى الثمانين للقصف الذري الأمريكي للمدينة اليابانية، حيث أعرب العديد من الناجين المسنين عن إحباطهم إزاء تزايد الدعم بين قادة العالم لامتلاك الأسلحة النووية كوسيلة ردع.
مع الانخفاض السريع في عدد الناجين وتجاوز متوسط أعمارهم 86 عامًا، تُعتبر هذه الذكرى آخر حدث بارز بالنسبة للعديد منهم.
وقالت منظمة نيهون هيدانكيو، وهي منظمة يابانية شعبية للناجين، فازت بجائزة نوبل للسلام العام الماضي لسعيها إلى إلغاء الأسلحة النووية، في بيان: “لم يتبقَّ لنا الكثير من الوقت، بينما نواجه تهديدًا نوويًا أكبر من أي وقت مضى”.
وأضافت: “التحدي الأكبر الذي نواجهه الآن هو تغيير الدول الحائزة على الأسلحة النووية التي تُبدي لنا تجاهلًا ولو قليلًا”.
سيتوقف الناس في اليابان وحول العالم لتذكر أحد أحلك الأيام في تاريخ البلاد وسيُقام الحفل السنوي في حديقة السلام التذكارية بالمدينة.
وحضر رئيس الوزراء الياباني إيشيبا شيجيرو وممثلون عن 120 دولة ومنطقة، وهو رقم قياسي، ويشمل ذلك قوى نووية، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
كما هو الحال كل عام، ستُوضع قائمة مُحدثة بضحايا القنبلة الذرية داخل نصب الحديقة التذكاري وستشمل القائمة الناجين من القصف الذين لقوا حتفهم خلال العام الماضي وتضم القائمة الآن 349,246 اسمًا.
سيُقام دقيقة صمت في تمام الساعة 8:15 صباحًا، وهو نفس وقت انفجار القنبلة عام 1945.
تجاهل أمريكا..
وألقت نائب الأمين العام للأمم المتحدة والممثلة السامية لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، الرسالة باللغة اليابانية خلال مراسم إحياء ذكرى ضحايا القصف.
لم يذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اسم الدولة المسؤولة عن قصف هيروشيما في رسالته بمناسبة الذكرى الـ80 للهجوم الذي نفذته القوات الجوية الأمريكية.
وقال غوتيريش في رسالته: “قبل ثمانين عاما، تغير العالم إلى الأبد. في لحظة واحدة، أصبحت هيروشيما بحرا من النيران، وفقد عشرات الآلاف أرواحهم، وتحولت المدينة إلى ركام. لقد عبرت البشرية نقطة اللاعودة. اليوم، ونحن نحيي الذكرى الـ80، ننحني احتراما للضحايا، ونتضامن مع أسرهم. لقد اعتقد الجميع أن إعادة بناء هيروشيما مستحيل، لكن أهلها تحدوا المستحيل. لم يعيدوا بناء مدينتهم فحسب، بل أعادوا الأمل للحياة”.
ومن جانبهما، تجنب رئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا و رئيس بلدية هيروشيما كازومي ماتسوي، اللذان ألقيا كلمات خلال المراسم، أيضا ذكر اسم الدولة التي ألقت القنبلة الذرية.
وشارك في المراسم التي أقيمت في هيروشيما بمناسبة الذكرى الـ80 للقصف الذري سياسيون يابانيون وسفراء وممثلون من 120 دولة ومنطقة، بالإضافة إلى الناجين من القصف وأسرهم.
رفض مشاركة إسرائيل
ورفض مسؤولون محليون دعوات لمنع إسرائيل من حضور حفلها السنوي الذي يروج للسلام العالمي، مع احتدام الحرب على غزة.وفقا لشبكة “سي أن أن” الأمريكية
ويقول بعض النشطاء ومجموعات الناجين من القنبلة الذرية، إن هذا الحفل ليس مكانًا مناسبًا لإسرائيل، التي تشن عدوانًا مدمرًا على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي. ويقولون إن حكومة المدينة يجب أن تستبعد إسرائيل من حفل هذا العام، كما فعلت مع روسيا وبيلاروسيا على مدى العامين الماضيين بسبب الحرب في أوكرانيا.
من جانبها، تقول سلطات هيروشيما إنها لا تنوي استبعاد إسرائيل، ونقلت شبكة” سي. إن. إن” الإخبارية الأمريكية، عن متحدث باسم حكومة مدينة هيروشيما: “إنها ليست معايير مزدوجة.. سياستنا هي دعوة جميع البلدان، ومع ذلك، فإن روسيا وبيلاروسيا استثناءات بسبب الحرب في أوكرانيا.. لم تتم دعوة روسيا وبيلاروسيا لضمان سير الحفل بسلاسة.”
وقالت السلطات في ناجازاكي، المدينة اليابانية التي ضربتها القنبلة الذرية بعد أيام قليلة من هيروشيما، لـ”سي. إن. إن” إنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستدعو إسرائيل لحضور “حفل السلام” في 9 أغسطس.
وأضافت السلطات في ناجازاكي، أن الحرب الإسرائيلية على غزة قد “تمنع التنفيذ السلس للحفل”، مشددين على أن هذه الخطوة ليست بادرة احتجاج بل اعتبار عملي.
في أغسطس 1945، قام طيارون أمريكيون بإلقاء قنابل ذرية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين. وأسفر الهجوم عن مقتل 140 ألف شخص في هيروشيما من أصل 350 ألف نسمة، بينما لقي 74 ألفا حتفهم في ناغازاكي، وكان معظم الضحايا من المدنيين. ومنذ ذلك الحين، تقام سنويا في السادس والتاسع من أغسطس مراسم السلام في المدينتين لتخليد ذكرى الضحايا.
ويوجد الآن أقل من 100 ألف ناجٍ من القنبلة الذرية، أو ما يُعرف بالهيباكوشا، على قيد الحياة اليوم.