13 مليون خبزة تنتهي في القمامة
ترتفع كمية النفايات، خلال شهر رمضان، بنسبة لا تقل عن 10 في المائة، بسبب الاستهلاك المفرط والتبذير الغذائي الذي تمارسه العائلات الجزائرية، وفق ما أكدته المديرة العامة للمعهد الوطني للتكوينات البيئية.
كشفت المديرة العامة للمعهد الوطني للتكوينات البيئية، مليكة بوعلي، أن التبذير الغذائي في شهر رمضان، يتسبب في ارتفاع كمية النفايات بـ10 بالمائة مقارنة بباقي أشهر السنة.
وقالت بوعلي، لدى نزولها ضيفة على القناة الإذاعية الأولى، بأن الإحصائيات تشير إلى أن التبذير الغذائي له عدة أبعاد على البيئة، بحيث ترمى 10 ملايين خبزة كل شهر و13 مليون خبزة يتم رميها خلال شهر رمضان فقط.
وأطلقت وزارة البيئة والطاقات المتجددة، حملة وطنية للحد من التبذير الغذائي في رمضان، أين تم تسطير برنامج خاص بالتنسيق مع عديد الشركاء من مؤسسات وهيئات حكومية وجمعيات المجتمع المدني، وفق ما أكدته بوعلي.
ولم يتوقف تبذير الجزائريين عند مادة الخبز والمواد الغذائية، بل حتى المياه صارت تستهلك بشكل غير عقلاني خلال سائر أيام السنة، وبالخصوص في شهر رمضان، ما دفع بالمعهد الوطني للتكوينات البيئية إلى تنصيب أقسام مائية على مستوى دور البيئة عبر مختلف ولايات الوطن وتحسيس المواطن بضرورة الحفاظ على المياه وعدم تبذيرها.
وعرّجت المديرة العامة للمعهد الوطني للتكوينات البيئية خلال حديثها على مسألة النفايات التي زادت كميتها بشكل كبير جدا، حيث بلغت 15 مليون طن في السنة، متوقعة ارتفاعها إلى 20 مليون طن سنة 2030، مرجعة ذلك إلى تزايد عدد السكان وكذا تغيّر نمط معيشة المواطن.
وأوضحت مليكة بوعلي، أن وزارة البيئة وضعت استراتيجية تسيير النفايات منذ سنة 2000 للتسيير المدمج، حيث يتم معالجتها عبر مراكز الردم التقني التي بلغ عددها 99 مركزا على المستوى الوطني و156 خندق من أجل ردم النفايات.
من جهته، أطلق المجلس الأعلى للشباب، حملة وطنية لمكافحة التبذير تحت شعار “شباب ضد التبذير”. وكشف رئيس المجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، لدى استضافته، أمس، في الإذاعة الوطنية، عن أن تنفيذ هذا البرنامج سيعرف نزول كافة أعضاء المجلس الأعلى للشباب إلى الميدان للعمل وفق محورين أساسيين، الأول يتعلق بالمحور الإعلامي، وسيشهد خرجات إعلامية لأعضاء المجلس عبر أثير القنوات الإذاعية المحلية للتوعية والتنبيه لهذه الآفة الغريبة عن مجتمعنا وقيمنا والتي باتت تنخر البنية الاجتماعية.
أما المحور الثاني فهو جواري يتمثل في تنظيم ندوات وجلسات شبابية لتعزيز الثقافة الاستهلاكية وترسيخها، من منطلق أن ظاهرة التبذير هي ظاهرة بعيدة كل البعد عن ثقافتنا ونشأتنا الاجتماعية وعلى أن يكون العمل بالتنسيق مع وزارة البيئة.
ودعا حيداوي إلى تجنّد وسائل الإعلام والمؤسسات العمومية والهيئات الاستشارية والمجتمع المدني، ليكونوا صفا واحدة وقوة واحدة في وجه هذه الآفة، فالمجلس، يضيف حيداوي، أراد أن يكون قريبا من الشباب ليقحمه في مناهضة هذه الظاهرة الغريبة علينا، لأن شهر رمضان هو شهر للاستهلاك العقلاني وترسيخ التكافل الاجتماعي بين مختلف شرائح المجتمع.