اخر الاخبار

٥٦ عاماً من النضال طوفان تاريخي ضد مشاريع الاحتلال

أمد/ تحل علينا في الثاني والعشرين من شباط/ فبراير الذكرى السادسة والخمسين للانطلاقة المجيدة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في ظل إبادة جماعية صهيونية واحداث متتالية وتحديات خطيرة متسارعة واجندات ومستجدات تواجه قضيتنا الفلسطينية ومتغيرات وتقلبات جغرافيا واستراتيجيا تشهدها الساحة السياسية والأمنية والإقتصادية فبات الشعب الفلسطيني امام منعطف تاريخي مظلم الأفق ملبّد بالغيوم السوداء ويزداد تعقيداً في الآونة الأخيرة.

٥٦عاماً مارست الجبهة الديمقراطية مسيرتها الكفاحية والنضالية كافة أشكال النضال سياسياً وتنظيمياً وفكرياً وعسكرياً ولعبت دوراً اساسياً بمواقفها السياسية ورسخت مبادئها وأديباتها على نهج مؤسسيها وحرصها على تحقيق أهداف وقيم الديمقراطية عبر احترام حقوق الإنسان وتمسكها بثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية كاملةً.

٥٦عاماً تعتمد الجبهة الديمقراطية بناؤها التنظيمي على مبدأ “المركزية الديمقراطية” وتقوم على وحدات قاعدية ضمن منظمات محلية تتشكل على أساس (جغرافي، قطاعي، مهني) وتعمل في إطار منظمات أقاليم تقودها لجان منتخبة من مؤتمرات الأقاليم وتعتبر نقطة انطلاق تجاه تطوير الوضع التنظيمي والارتقاء به من خلال برامج اجتماعية ديمقراطية تتبنى هموم المواطن الفلسطيني وقضاياه المجتمعية والمعيشية.

٥٦عاماً تناهض الجبهة الديمقراطية من اجل نصوصاً تدعم الحرية والمساواة والعدالة كحق للمرأة الفلسطينية في مختلف المجالات على مستوى السياسات والتشريعات والقضاء على جميع أشكال التمييز، فقد لعبت المرأة الفلسطينية دوراً متقدماً في صفوف الثورة والمقاومة والحركة الجماهيرية لشعبنا الفلسطيني على مدى تاريخ النضال الوطني الفلسطيني ضد المشروع الإسرائيلي واحتلت بجدارة موقعها المتقدم في المؤسسات الوطنية والسياسية والحزبية والثقافية والاجتماعية المختلفة.

 ٥٦عاماً والجبهة الديمقراطية صاحبة البرنامج السياسي الوطني الفلسطيني ( البرنامج المرحلي) بنقاطه العشر الذي دعا إلى توحيد الساحات التي يُقيم عليها الشعب الفلسطيني وإلى التمسك بالوحدة الوطنية ضمن منظمة التحرير الفلسطينية فقد حافظ البرنامج المرحلي على صوابتيه وراهنيته في التعبير عن المشروع الوطني الفلسطيني سياسياً وفي توجيه حركة النضال ميدانياً.

٥٦عاماً تتبنى الجبهة الديمقراطية تمسكها بقضية اللاجئين الفلسطينيين ورفض مشاريع التوطين والتهجير كونها ليست قضية أرقام أو قضية إنسانية بل هي قضية وطنية تمثل محور وجوهر الحقوق الوطنية فلا يمكن حل القضية الفلسطينية بعناوينها المتعددة الا على قاعدة التسليم بحق اللاجئين الفلسطينيين بأرضهم وحقهم القانوني والتاريخي والانساني بالعودة اليها وهذا ما يعني ان حق اللاجئين في العودة مقدس لا يسقط بالتقادم.

٥٦عاماً تتصدى الجبهة الديمقراطية لفكرة التهجير فهى ليست مجرد حدث عابر في تاريخ الصراع بل هي حجر أساس في المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى نفي الفلسطينيين كشعب وتحويل قضيتهم إلى مشكلة إنسانية عابرة يمكن تصفيتها من خلال حلول جغرافية على حساب دول الجوار.

محطات نضالية في مسار الجبهة الديمقراطية..

محطات نضالية مختلفة على امتداد ٥٦ عاماً، صانت فيها الجبهة الديمقراطية بندقية المقاومة وتسلحت بالنضال الوطني إلى جانب البرنامج السياسي كان شعارها على الدوام “البندقية بيد.. والبرنامج السياسي باليد الأخرى ” أمام كافة الاستحقاقات الفلسطينية حيث قدمت العديد من الشهداء وعلى رأسهم خالد نزال وهو من أبرز قادة الجبهة والثورة العسكرية الفلسطينية وكان قائدا لقوات اسناد الداخل برتبة عقيد في قوات الثورة الفلسطينية والشهيد عمر القاسم وهو أحد المؤسسين استشهد داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

٥٦ عاماً خاضت الجبهة الديمقراطية العديد من العمليات النوعية والبطولية أبرزها «معالوت ترشيحا وصقور الدولة الفلسطينية المستقلة وعين زيف ولينا النابلسي وغيرها» لتوجه رسالة مفادها أن البرنامج المرحلي هو برنامج الكفاح وليس الاستسلام فالعدو لا يفهم إلا لغة القوة. 

٥٦ عاماً كرست القوات المسلحة الثورية الذراع العسكرية للجبهة الديمقراطية دعمها للانتفاضة الأولى عام ١٩٨٧ عبر عملياتها البطولية أبرزها «عملية الشهيد عمر القاسم وأبو عدنان، وشهداء جباليا، وجنين»، والتحمت مع عمليات النجم الأحمر داخل الأراضي المحتلة فيما توحدت مع كتائب المقاومة الوطنية في ضرب أهداف الاحتلال داخل الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧ وأبرزها «عملية حصن مرغنيت، ومستوطنة يتسهار، وايتامار، وحاجزي الحمرا وأبو هولي، ونتيف هعتسرا ، وصوفا، والطريق إلى فلسطين»، إلى جانب استهداف ودك المواقع العسكرية والمستوطنات والبلدات الإسرائيلية بشتى أنواع الصواريخ والقذائف. 

طوفان الأقصى

مارست الجبهة الديمقراطية منذ لحظة اندلاع “طوفان الأقصى” فوق أرض فلسطين في المنطقة المسماة ” غلاف غزة” دوراً ملحوظاً في قراءة الحدث بأبعاده الوطنية والإسرائيلية والإقليمية وحتى الدولية حيث استشهد لـ«قوات الشهيد عمر القاسم» عدداً من المقاتلين في أراضي الـ«٤٨» في اقتحام غلاف غزة وفقدت «قوات الشهيد عمر القاسم» الاتصال بمجموعة من المقاتلين أحجمت القيادة العسكرية عن ذكر عددهم والكشف عن أسمائهم ضماناً لسلامتهم فقد بلغ عدد الشهداء في حرب الإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر ٨٥ شهيداً قادة ومقاتلين و١٠ مفقودين و١٣ أسير على محاور القطاع كافة.

خاضت «قوات الشهيد عمر القاسم» معارك البطولة والفداء والتضحية الغالية على كافة محاور القطاع في تصدي بطولي لقوات العدو الإسرائيلي أوقعوا في صفوف ضباطه وجنوده أكثر من ٦٣ بين قتيل وجريح، ودمروا وأعطبوا له ما لا يقل عن ٢٧ آلية من دبابات وناقلات جند وجرافات وغيرها.

وعلى محاور القتال المختلفة واصلت وحدة المدفعية في «قوات الشهيد عمر القاسم»، استهدافها مواقع العدو الإسرائيلي وتجمعات آلياته وأفراده وحققت في ذلك إصابات مباشرة.

٥٦ عاماً قدمت الجبهة الديمقراطية في معركة طوفان الأقصى رموزا حفروا مسيرتهم وتاريخهم على دروب التضحية والفداء وعانقوا ذروة المجد ليسجلوا ويسطروا تاريخا بأسمائهم كتبت حروفهم بالدم وغادرت اجسادهم بفعل سرمدية الموت فقد تم اغتيال العديد من الرفاق في الجبهة الديمقراطية وقوات الشهيد عمر القاسم وكان من ابرزهم الرفيق الشهيد القائد الوطني طلال ابو ظريفة عضو المكتب السياسي والرفيق القائد محمود حمامي في غارة استهدفتهم بحي الصبرة فجر يوم الإثنين ١٣/٥/٢٠٢٤م .

في ذكرى الانطلاقة الـ ٥٦ نتوقف امام ثلة من قادة ومناضلي الجبهة الديمقراطية الذين ما بخلوا عن تقديم ارواحهم من اجل قضية فلسطين وشعبه، في مسيرة نضالية طويلة التحمت فيها كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها وفي قلب المعتقلات الصهيونية التي تحولت الى مدارس نضالية تخرج المناضلين ليواصلوا نضالهم الى جانب شعبهم الذي يشمخ بوحدته الميدانية على امتداد كل ساحات وميادين المواجهة.

وتجدد الجبهة الديمقراطية في الذكرى السادسة والخمسين لانطلاقتها المجيدة العهد بأنها ستبقى وفية لشعبها وأمتها ولدماء شهدائنا الطاهرة ونبراساً لمقاومتنا الباسلة ونصون تضحياتهم ونحفظ ارثهم النضالي الكبير الذي سيبقى منارة لأجيال من مناضلي شعبنا الذين يدافعون عن كل شبر من أرض الوطن بكل شجاعة إلى أن يحمل العدو الإسرائيلي عصاه ويرحل ذليلاً مكللاً بالعار جراء المجازر البشعة التي اقترفها بحق شعبنا العظيم.

نتذكر من الشهداء، الشهيد الأسير عمر القاسم «مانديلا فلسطين» شهيد القدس، قاهر السجن والسجّان، والشهيد خالد نزال، والشهيد بهيج المجذوب، والشهيد خالد عبد الرحيم، والشهيد هشام أبو غوش، والشهيدة نهاية محمد، والشهيد عبد الغني هللو، والشهيد الحاج سامي أبو غوش، والشهيد عبد الكريم قيس، والشهيد ناجي الحاج، والشهيد طه نصار الوراسنة، والشهيد مشهور العاروري، والشهيد أنيس دولة، والشهيد ابراهيم ابو علبة ، والشهيد هاني العقاد، والقائمة تطول لشهداء عاشوا من أجل فلسطين، وأبدعوا بعطاءهم النضالي وتضحياتهم لفلسطين الوطن بلا حدود وأمسوا رموزاً يعتز بها كل الشعب الفلسطيني وليس مناضلي الجبهة الديمقراطية وحدهم وستبقى ذكراهم خالدة في ضمير الثورة والشعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *