يوم ترجل فارس القلم عن صهوة جواده
صادف يوم أول أمس الذكرى السنوية الخامسة لوفاة الزميل الصحفي، محمد شراق، رئيس القسم السياسي بجريدة “”، والذي عمل في مجال الصحافة والإعلام لمدة قاربت العقدين من الزمن، قبل أن يرحل إلى دار القرار، حيث أفضى محمد شراق إلى ربه؛ وهو الصحفي الماهر الذي أجاد فنون التحرير، والفارس الجسور المنافح بالقلم.
في عصر يوم السبت السابع عشر من شهر نوفمبر عام 2018، ترجل الفارس الباسل، وسكت الصوت المجلجل، واستراح الجندي، وتوقف الشلال الهادر، وانكسر القلم السيال. لقد رحل محمد وهو في أوج عطائه، ولم يتم الـ44 سنة من العمر، حيث ولد في 12 ماي 1975، ذلك الرجل الشهم الطيب الذي لم تكن تفارقه الابتسامة، ترك بصمة خاصة، وهو الذي عد من بين الأقلام المتميزة بإسهاماته وتحليلاته التي كان يثري بها مضمون جريدة “” في زاويتها السياسية.
تشاء الأقدار أن يخطف الموت محمد خلسة لتذيق زملاءه طعم الحسرة لافتقاده وهو يضيء يوميات قاعات التحرير بخفة روح وابتسامة لا تفارق المحيا. لقد كان الفقيد العزيز محمد مخلصا لكل مبادئه، ومقاتلا من أجل مصالح زملائه ومهنته، وحريصا دوما على مد الجسور مع الجميع بلا انقطاع ولا قطيعة. لقد كان الزميل محمد شراق مثالا للصحافي الملتزم برسالة الصحافة وقيمها النبيلة وبقضاياها خلال مسيرته الصحافية التي قاربت العقدين من الزمن. واتصف المرحوم بدماثة الخلق وحسن المعشر والمهنية العالية، لقد كان من الصحفيين المميزين، حيث ظل محل محبة واحترام وتقدير كل زملائه من “” ومن غير صحيفة “”.
رحل عن عالمنا محمد شراق، ذلك الرجل النزيه والصحفي الحر، والإعلامي القدير، ذلك الصديق الجاد، وذلك الصحفي الذي تمسك بنزاهة ومسؤولية قلمه حتى الرحيل، ويبقى زملاؤه يستذكرونه، وهل بالإمكان أن تنسى ذكرى محمد بشموخه ورجولته وعنفوانه، وطيبة قلبه وإنسانيته، وهو الذي كان كالجبل الراسي الذي لا تهزه رياح، وكالياسمين بياضا “وطهرا” وعطاؤه كالمطر.