و س جورنال: خطة حكومة نتنياهو الجديدة..هزيمة حماس بقوة السلاح

أمد/ تل أبيب: أفادت مصادر مطلعة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الجديد للأمن القومي يخططون لشن هجوم بري واسع النطاق على غزة، اعتقادًا منهم بأن الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي سيمكنهم من هزيمة حماس نهائيًا، وفق ما تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال“.
ولفتت إلى أن نتنياهو ومجموعة متشددة من كبار مساعديه الذين عُيّنوا في الأشهر الماضية، يعتبرون أنه يجب هزيمة حماس في ساحة المعركة وبقوة السلاح قبل التقدم في أي حل سياسي، كما أشارت المصادر إلى أن الهجمات الأخيرة على غزة تمثل بداية خطة قتالية جديدة.
في السابق، كان مسؤولو وزارة الجيش يرون أنه يمكن إضعاف حماس عسكرياً، لكن سيكون من الضروري إنشاء سلطة حكم جديدة في غزة لإنهاء نفوذ حماس فعلياً.
يوم الأحد، أرسلت إسرائيل قوات مشاة إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة والمناطق المحيطة برفح في الجنوب. كما نشرت إسرائيل قواتها فيما يسمى بممر نتساريم الذي يقسم القطاع الفلسطيني، وعادت إلى المناطق التي انسحبت منها في إطار اتفاق وقف إطلاق النار. كما استهدفت إسرائيل أيضاً سلسلة من قادة حماس السياسيين في غزة في الأيام الأخيرة.
وتمثل هذه التحركات بداية خطة معركة جديدة. ويجادل نتنياهو ومجموعة من كبار مساعديه من الصقور الذين تم تعيينهم في الأشهر الأخيرة بأنه يجب هزيمة حماس في ساحة المعركة بقوة السلاح قبل أن يكون بالإمكان التقدم في أي حل سياسي لمصير غزة.
يعتقد نتنياهو وفريقه الجديد، بما في ذلك وزير الجيش يسرائيل كاتس وكبير الجنرالات إيال زامير، أن الهزيمة العسكرية التي لحقت بحزب الله في لبنان العام الماضي واستعداد إدارة ترامب لدعم هجوم متجدد ضد حماس يمنحهم المزيد من الحرية في القتال.
وقال كاتس، في تحول في السياسة التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، إن إسرائيل ستستولي تدريجياً على الأراضي من غزة طالما أن حماس تحتفظ بالرهائن.
وقال أمير أفيفي، وهو قائد عسكري إسرائيلي سابق: ”بمجرد أن تنتصر، ستبدأ الأمور في ترتيب نفسها“.
من المرجح أن يكون النهج الجديد مثيرًا للجدل بين الإسرائيليين. فمعظم استطلاعات الرأي تظهر أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين، بما في ذلك أغلبية الناخبين اليمينيين، يريدون وقف القتال كجزء من اتفاق يعيد الرهائن المتبقين في غزة إلى ديارهم.
وهذا لا يعني أنهم يتوقعون أن تتخلى حماس عن الصراع المسلح مع إسرائيل. لكنهم يجادلون بأن وقف إطلاق النار لفترة طويلة وإعادة الإعمار في غزة إلى جانب تحالفات إقليمية أقوى من شأنه أن يضع إسرائيل في وضع أفضل للقضاء على حماس في المستقبل.
وقد كثفت إسرائيل الضغط على حماس في الأسابيع الأخيرة. فقد بدأت بتقييد الإمدادات والكهرباء في أوائل مارس/آذار، وأطلقت موجة من الغارات الجوية والعمليات البرية المميتة في الأسبوع الماضي.
ومع ذلك، فقد نجت حماس. فقد حوّلت عمليات تبادل الرهائن خلال الشهرين الماضيين إلى عروض استعراضية في محاولة للإشارة إلى سلطتها، كما أنها تقوم بتجنيد المقاتلين وتجمع الذخائر غير المنفجرة استعدادًا لمواصلة القتال.
يقول مساعدو نتنياهو الجدد إن إسرائيل كان بإمكانها أن تلحق ضرراً أكبر بحماس لو لم يعيقها نقص الذخيرة وضغوط إدارة بايدن لاستخدام قوة أقل وتقديم المساعدات الإنسانية.
كما كان هناك تردد بين القادة العسكريين الإسرائيليين في السيطرة على الأراضي، الأمر الذي سمح لحماس بإعادة تجميع صفوفها في مناطق بعد تحرك الجيش الإسرائيلي.
أما الآن، فقد كثفت إدارة ترامب من تدفق الذخيرة وشجعت إسرائيل على نزع القفازات. كما أن هزيمة حزب الله تعني أيضًا أن لدى إسرائيل المزيد من القوات التي يمكن أن تنشرها في غزة لاحتلال الأرض والسيطرة على إيصال المساعدات.
وسيتعين تدمير منظومة أنفاق حماس واستئصال بنيتها التحتية القتالية الأخرى. قد يستغرق هذا الجهد شهورًا أو سنوات، مما قد يؤدي إلى مقتل المزيد من الناس وترك المزيد من غزة في حالة خراب، لكنه في النهاية سيؤدي إلى الضغط على المسلحين، كما يقول المدافعون عن تجدد القتال.
أما من هم على الجانب الآخر فيقولون إنه لن يتم القضاء على حماس دون حل سياسي ودبلوماسي يقدم بديلاً عن الحركة المسلحة. ويقولون إن المزيد من الأعمال العسكرية تشكل خطراً على حياة الرهائن المتبقين وستلحق المزيد من الأضرار بالمدنيين في غزة.
كما يقول معارضو النهج الجديد إن المجتمع الإسرائيلي الذي أنهكته الحرب وجنود الاحتياط المنهكين لا يستطيعون تحمل عبء إطالة أمد الحرب، على حد قولهم.
وكانت إسرائيل خرقت الهدنة واستأنفت قصفها المكثف على غزة يوم الثلاثاء الماضي مشيرة إلى جمود في المفاوضات غير المباشرة بشأن الخطوات التالية في اتفاق التهدئة وتبادل الأسرى بعد انتهاء مرحلتها الأولى في وقت سابق من الشهر.
ولا يزال 58 أسيرا إسرائيليا من أصل 251 احتجزوا خلال هجوم حماس، في غزة بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قضوا.