و س جورنال: “حماس” سعت لنسف التطبيع بين السعودية وإسرائيل

أمد/ واشنطن: كشفت وثائق أن حركة حماس أرادت نسف مفاوضات السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية من خلال هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل.
وتُظهر هذه الوثائق، التي اطلعت عليها الصحيفة، قلقاً متزايداً بين قادة حماس بشأن تقدم المحادثات
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن محضر اجتماع رفيع المستوى في غزة قال الجيش الإسرائيلي إنه اكتشفه في نفق أسفل القطاع. إنه قبل أيام من الهجوم الذي خلّف ما يقرب من 1200 قتيل، أخبر يحيى السنوار، رئيس حماس في غزة، المسلحين أن هناك حاجة إلى “عمل استثنائي” لعرقلة محادثات التطبيع.
وأشعلت حملة القتل والخطف التي شنّتها حماس حملة عسكرية إسرائيلية للقضاء على المسلحين، والتي أودت بحياة أكثر من 60 ألف فلسطيني، وفقاً للسلطات الصحية في غزة، وتركت القطاع في حالة خراب. وقد أثار ذلك غضباً في جميع أنحاء العالم العربي وخارجه، مما أوقف التقدم نحو التطبيع، على الأقل في الوقت الحالي.
وأقرّ الرئيس ترامب، خلال زيارته للرياض يوم الثلاثاء، بذلك، داعياً السعودية إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، لكنه قال: “ستفعلون ذلك في الوقت المناسب”.
وينقل محضر الاجتماع المنعقد في 2 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، للمكتب السياسي لحماس في غزة، عن السنوار قوله: “لا شك أن اتفاق التطبيع السعودي الإسرائيلي يتقدم بشكل ملحوظ”. وحذّر من أن الاتفاق “سيفتح الباب أمام غالبية الدول العربية والإسلامية لاتباع نفس النهج”.
بالنسبة للسنوار وحماس، اللذين دعيا إلى تدمير إسرائيل بالكامل وإقامة دولة فلسطينية بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، كان هذا الأمر غير مقبول. وقال السنوار إن الوقت قد حان لشن هجوم كان في مراحل التخطيط لمدة عامين.
وأضاف أن الهدف هو “إحداث نقلة نوعية أو تحول استراتيجي في مسارات وموازين المنطقة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية”. وتوقع الحصول على مساعدة من القوى الأخرى المدعومة من إيران.
ولم تستجِب حماس لطلب التعليق على صحة الوثيقة أو محتواها. وقال مسؤولون استخباراتيون إن الوثيقة تبدو أصلية، كما هو الحال مع وثائق أخرى يقول الجيش الإسرائيلي إنه عثر عليها في غزة.
قلق من تقدم المحادثات
وتُظهر هذه الوثائق، التي اطلعت عليها الصحيفة، قلقاً متزايداً بين قادة حماس بشأن تقدم المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والسعودية. وكان مسؤولو الدول الثلاث يقولون في عام 2023 إن الخلافات تضيق.
وتُضيف هذه المجموعة الجديدة من سجلات حماس حلقة جديدة في سلسلة الأحداث التي أدت إلى 7 أكتوبر 2023، وهو اليوم الأكثر دموية للإسرائيليين منذ تأسيس الدولة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في حماس وحزب الله، أن اجتماعاً آخر مرتبطاً بالهجوم عُقد في 2 أكتوبر من ذلك العام، وكان هذا الاجتماع في بيروت، وشارك فيه ممثلون عن حماس ومسؤولون أمنيون إيرانيون. وقال هؤلاء الأشخاص إن إيران وافقت على الهجوم المُخطط له.
تفاصيل الهجوم
ونفى مسؤولون آخرون في حماس وحزب الله ذلك، قائلين إن تفاصيل الهجوم، بما في ذلك نطاقه وتاريخه، ظلت طي الكتمان من قبل الجناح العسكري لحماس في غزة.
وكان مسؤولون كبار من إيران وحزب الله يناقشون خيارات الهجوم مع حماس منذ صيف عام 2021. كما زودت إيران حماس بالأسلحة والتمويل والتدريب على مدى فترة طويلة، بما في ذلك التدريب القتالي في الأسابيع التي سبقت 7 أكتوبر، وفقاً لمسؤولين استخباراتيين من عدة دول.
لكن طهران وحزب الله أوضحا لحماس أنهما لا يريدان الدخول في حرب مباشرة وشاملة مع إسرائيل، وفقاً لمسؤولين من المحور وكذلك المخابرات الإسرائيلية.
وقُتل العديد من الشخصيات المتورطة بشكل مباشر في التخطيط لهجمات 7 أكتوبر، بمن فيهم السنوار الذي قضى على يد القوات الإسرائيلية في غزة في أكتوبر الماضي.
كما قُتل معظم كبار قادة حماس الآخرين في غزة، بمن فيهم بعض الذين حضروا اجتماع المكتب السياسي في 2 أكتوبر، مثل مروان عيسى.
كذلك، اغتالت إسرائيل كبار قادة حماس في المنفى، بمن فيهم إسماعيل هنية، الشخصية الأقوى في الحركة إلى جانب السنوار. والثلاثاء، استهدفت غارة جوية إسرائيلية في غزة شقيق السنوار، محمد، قائد العمليات العسكرية لحماس، ولم يتضح ما إذا كان قد قُتل.
من بين الوثائق الداخلية الأخرى لحماس التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي واطلعت عليها الصحيفة، تقرير صدر في سبتمبر (أيلول) 2023، أوصى بتصعيد الصراع في الضفة الغربية والقدس لتعقيد التطبيع السعودي الإسرائيلي.