“وول ستريت جورنال”: حراك أمريكي “جاد” لاختيار رئيس للبنان بـ”تهميش” حزب الله
أمد/ عواصم:كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الخميس، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تسعى لتهميش دور “حزب الله” في لبنان، مستغلة الحرب الإسرائيلية، وسط حراك جاد من قبل واشنطن لاختيار رئيس للبنان.
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن الإدارة الأمريكية تريد استغلال الهجوم الإسرائيلي على “حزب الله” كمقدمة لإنهاء هيمنة الجماعة المسلحة التي طال أمدها من خلال انتخاب رئيس لبناني جديد.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أجرى خلال الأيام الأخيرة اتصالات مع كل من مصر والسعودية وقطر، من أجل دعم انتخاب رئيس لبناني جديد.
وقال مسؤولون من مصر وقطر للمسؤولين الأمريكيين إنهم ينظرون إلى الخطة الأمريكية على أنها “غير واقعية وحتى خطيرة”، وفي محادثات مع مسؤولين أمريكيين، جادلوا بأن إسرائيل لن تنجح أبدا في تدمير حزب الله وأن الحزب يجب أن تكون جزءا من أي تسوية سياسية للصراع.
كما أعربت مصر عن قلقها من أن محاولة التدخل في السياسة اللبنانية خلال الأزمة يمكن أن يزيد من خطر القتال الضاري في بلد عانى من حرب أهلية منهكة انتهت في عام 1990. ويقود العديد من الفصائل السياسية في البلاد أمراء حرب سابقون من ذلك الصراع.
وقال روبرت فورد، سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا والجزائر: “كلما شوهد رئيس لبناني جديد يتولى منصبه وسط أعمال عسكرية إسرائيلية بدعم أمريكي، كلما اعتقدت أنه سيفقد مصداقيته بين العديد من اللبنانيين”.
وقال مسؤولون سعوديون للصحيفة إن المبادرة الأمريكية لـ “إزاحة حزب الله عن السلطة تحظى بدعم من المملكة العربية السعودية”.
ووقف الصحيفة، “أبلغ المسؤول الكبير في البيت الأبيض عاموس هوكشتاين، المسؤولين العرب أن إضعاف حزب الله بسبب الهجمات الإسرائيلية يجب أن يُنظر إليه على أنه فرصة لكسر الجمود السياسي المحتمل”.
ولم تتمكن الأحزاب السياسية في لبنان، الذي يغرق في العديد من الأزمات منذ سنوات، من الاتفاق على رئيس جديد منذ أن ترك الزعيم السابق ميشال عون منصبه في نهاية فترة ولايته في عام 2022.
وتهدف المبادرة الأمريكية إلى معالجة الإحباط الناجم عن سنوات من أداء الحكومة غير الفعالة التي حالت دون إجراء إصلاحات ورسخت سلطة النخب السياسية في لبنان، بما في ذلك “حزب الله”، الذي يعدّ حزباً سياسياً مؤثراً أيضاً، وفق الصحيفة.
وتقول “وول ستريت جورنال” إن “هذا الجهد يمثل تحولًا بعيدًا عن دعوات الإدارة قبل أسابيع فقط لوقف فوري لإطلاق النار، ويخشى البعض في البلاد والمنطقة أن يؤدي الضغط لتمكين مرشح الآن إلى اندلاع نوع من القتال الطائفي الذي مزق البلاد في الآونة الأخيرة”.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر قوله هذا الأسبوع: “ما نريد أن نراه من هذا الوضع، في نهاية المطاف، هو أن يتمكن لبنان من كسر قبضة حزب الله الخانقة التي كانت تسيطر على البلاد وإزالة فيتو الحزب عن الرئيس”.
رفض عربي
هذا وكشفت وسائل إعلام عبرية عن مخطط أمريكي إسرائيلي لتفكيك النظام اللبناني من الداخل وإزاحة “حزب الله” عن الحكومة، وهو ما اعترضت عليه مصر وقطر بشدة.
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية، إن الولايات المتحدة تستغل الهجمات الإسرائيلية على لبنان لتعزيز مخططها ، حيث تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على إضعاف حزب الله وانتخاب رئيس جديد، لكنها تواجه معارضة من الأحزاب الإقليمية والمحلية وكذلك معارضة إقليمية من جانب القاهرة والدوحة.
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مسؤولون كبار في الولايات المتحدة والدول العربية إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بليكين تواصل في الأيام الأخيرة مع زعماء قطر ومصر والسعودية لحشد دعمهم لانتخاب رئيس جديد في لبنان وإضعاف نفوذ التنظيم المسلح في لبنان، وأن القيادة الرياض دعمت الفكرة، لكن القاهرة والدوحة حذرتا من أن هذه خطوة غير واقعية وخطيرة.
وأوضحت هآرتس أن إدارة بايدن تريد الاستفادة من الحرب في لبنان لإزاحة حزب الله من السلطة وانتخاب قيادة جديدة، حسبما قال مسؤولون كبار في الولايات المتحدة والدول العربية لصحيفة وول ستريت جورنال.
وقالت مصادر سعودية مطلعة على التفاصيل، إن الخطوة الأمريكية ستكون مدعومة في بلادهم، وهذا على عكس المسؤولين المصريين والقطريين الذين يتوقعون أن إسرائيل لن تنجح في تدمير حزب الله. حتى أن المصريين أعربوا عن خشيتهم من أن يؤدي التدخل في السياسة اللبنانية في الوقت الحالي إلى تفاقم التوترات في البلد الذي يعاني من أزمة.
وقال معلقون سياسيون أيضًا إن من يصل إلى السلطة في لبنان بعد الهجمات الإسرائيلية على البلاد لن يحظى بثقة الجمهور فيه.