أكد حميد آيت حبوش أستاذ التاريخ، اليوم، في محاضرة بقاعة السينما ” المغرب” حسب المصادر التاريخية أن التقويم الفلاحي عند الأمازيغ( الليبيين) و نشاط الزراعة يعود لقرابة 5 آلاف سنة قبل الميلاد في المناطق الشمالية و 8آلاف سنة قبل الميلاد في الجنوب لأن شمال إفريقيا مهد الحضارات من خلال تناوب إنسان الحضارات العتيرية و القفصية و مساهمته في الزراعة بعد استقراره في المغارات، و هو ما يدحض كل النظريات القائلة بأن الرومان أتوا بالزراعة لأن روما لم تظهر إلا في سنة 753 سنة قبل الميلاد.
واوضح في محاضرته بعنوان ” احتفالات يناير بين البعد الفلاحي و السياسي لرأس السنة الأمازيغية” بأن “الرزنامة الفلاحية ترتبط بالأرض و الزراعة و ليس بحدث ديني مثل الرزنامات الميلادية والهجرية و يجسد 12جاتفي حسب مسميات كل منطقة نهاية الليالي البيضاء و بداية الليالي السوداء و تدعى ثابورث أوسقاس( باب السنة) و إيخاف أوسقاس( رأس العام) و آيض ناير( ليلة ناير) و تتزامن مع فترة عملية التقليم و الغرس و تحضير الحبوب”. يستدل المحاضر بكتابات إيميل غوتي Emile Gauthier قائلا ” لم ينتظر أحدا لتعلم الزراعة لأن شمال إفريقيا هي مهدها”. كما استعان بما كتبه جون سيرفينيي حول التقويم الفلاحي الأمازيغي بأنه ” ليس تقويم يولياني” الذي انبثق عنه التقويم الميلادي بعد تعديله من طرف يوليوس قيصر الذي تأثر بتقويم السنة الأمازيغية بعد أن كانت السنة الرومانية تبدأ في شهر مارس وليس جانفي و يعتمد على أشهر قمرية و ليس شمسية”
يعتمد التقويم الفلاحي الأمازيغي على 4فصول و 365 يوما و تسمى الفصول بأنبذو ( الصيف) أموان( الخريف) تغرست ( الشتاء) و تفسوث ( الربيع) . أما بخصوص الجانب السياسي من الاحتفال و تحديد تاريخ 950 قبل الميلاد لبدء الرزنامة فسره المحاضر قائلا ” لكل حضارة و دولة تقويم و أقدم رزنامة هي السنة البابلية السريانية الآشوررية في بلد الشام و يحتفل بالسنة 6775 كبداية لحضارة وادي الرافدين، ثم هناك الميلادية و الهجرية و الإثيوبية و القبطية و اليهودية، و تحديد الرزنامة الأمازيغية يعود للمناضل عمار نقادي ابن باتنة و الأوراس في سنة 1968 مع الأكاديمية البربرية بباريس من خلال انتقاء حدث بارز في تاريخ الأمازيغ و ربطه نقادي بتراث متناقل في المخيال الشعبي في الأوراس حول يناير بمسمى ( ليلة فرعون) و ربطه باعتلاء شيشناق حكم مصر الفراعنة سنة 950 قبل الميلاد، و هو من الجيل السادس لعائلة المشواش الليبية في مصر، و امتد حكم أحفاد ششناق مصر لقرنين كاملين و آخر مالك في السلسلة هو الفرعون أوسركون الثالث سنة 716قبل الميلاد”. جاءت المحاضرة على هامش البرنامج المعد من طرف الديوان الوطني للثقافة والإعلام و تنظيم معرض للحرف التقليدية ببهو قاعة سينما المغرب.
