انتقل إلى رحمة الله، المجاهد والخطاط عبد الحميد محمود إسكندر، عن عمر ناهز الـ 86 عاما، حسب ما أعلنه الوزير الأسبق محي الدين عميمور، اليوم الخميس.
وقال الوزير عميمور على صفحته على منصة “فايسبوك”: “كان عبد الحميد من أهم عناصر رئاسة الجمهورية في السبعينيات والثمانينيات، إذ كان هو الخطاط الذي يكتب كل الوثائق الرسمية للرئيسين الراحلين هواري بو مدين والشاذلي بن جديد بخطه الرائع، وكان ذي فائدة كبيرة مع الرئيس الشاذلي حيث كان يكتب رسائل اعتماد السفراء التي يوقعها الرئيس والكلمات التذكارية في وثائق تدشين المنجزات، ويخطّ المداخلات التي كنا نعدها للرئيس لكي يستعين بها في خطبه المرتجلة”.
وأضاف الوزير في منشوره عن الراحل: “كان بالغ الانضباط وأنا أحدد له الألوان التي تكتب بها كلمات معينة، وكنا نحرص معا على علامات الإعراب لتسهيل الأمر على الرئيس الشاذلي في بداياته، وكان الرئيس يتجاوب معنا ويكتب ترجمة بعض الجمل بالفرنسية ليتمكن من استيعاب التعبيرات المستعملة، وهو يبرز الجهد الكبير الذي كان يقوم به ليكون في مستوى المهمة.”
وأشار الوزير بالقول: “درس عبد الحميد فن الخط في القاهرة وكان وراء كتابة الأجندات التي كانت تحدد التواريخ”.
وعن ذكريات الرجلين، كتب الوزير عميمور “من ذكرياتنا ….ذهبنا معا في الوفد الرئاسي إلى نيويورك عندما توجه الرئيس بو مدين إلى الأمم المتحدة بخطابه الشهير، ولاحظنا أن مقابل الوجبات الغذائية في الفندق مرتفع جدا، فكنا نبادر بالذهاب إلى حي قريب لنكتفي بساندويتشات مقابل نحو دولارين ندفعها من جيبنا، برغم أن الوجبات في الفندق كانت تضمنها الرئاسة.” وأضاف بالقول: “كان عبد الحميد هادئا متعصبا للخط الجميل، ويعتبر من رواد الخط العربي في الجزائر.. رحم الله عبد الحميد وألهم آله الصبر والسلوان”.
وعن جنازة الفقيد، أكد الوزير إنه “يوارى الجثمان الثرى بعد صلاة العصر بمقبرة سيدي يحيى بالعاصمة”.
