أمد/ أمستردام: أكد كاسبار فيلدكامب، وزير خارجية هولندا المستقيل، في تصريحات للقناة 12 العبرية، أن العملية العسكرية في مدينة غزة وتصرفات “مجلس نتنياهو المصغر” تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل.
وأوضح فيلد كامب أن هذه الإجراءات تثير تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة الحالية على إدارة الأزمة بشكل فعّال، مشددًا على أن استمرار الحرب بهذه الطريقة قد يفاقم التوترات الإقليمية ويضع الأمن القومي الإسرائيلي في موقف حرج.
حرب كانت دفاعية في بدايتها
وأشار فيلد كامب إلى أن الحرب كانت دفاعية ومبررة في مراحلها الأولى، لكن التطورات الأخيرة أعادت تشكيل المشهد بشكل يثير قلق المجتمع الدولي. وأكد أن تحول العمليات العسكرية إلى هجمات موسعة على المدنيين والبنية التحتية يضعف موقف إسرائيل ويقلل من دعمها على الصعيد الدولي.
وأوضح أن الطريقة التي تُدار بها العمليات في غزة اليوم تهدد المبادئ القانونية والأخلاقية التي يجب أن تحكم أي نزاع مسلح، مما يزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية داخليًا وخارجيًا.
فقدان الشرعية الدولية للحكومة
وأضاف الوزير الهولندي السابق أن حكومة نتنياهو فقدت جزءًا كبيرًا من شرعيتها في نظر المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن تصرفات “المجلس المصغر” تقوض ثقة الدول الأخرى في قدرة إسرائيل على الالتزام بالقوانين الدولية وحماية المدنيين.
وأوضح فيلد كامب أن هذا الفقدان للشرعية يمكن أن يؤدي إلى عزلة دبلوماسية متزايدة ويحد من قدرة الحكومة على الحصول على دعم سياسي واقتصادي من حلفائها التقليديين.
دعوات لإنهاء الحرب
وشدد فيلد كامب على أن الحل الأمثل الآن هو العمل على إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، مؤكدًا أن النزاع يجب أن يعود إلى مساره الدفاعي المشروع بدلًا من التصعيد المستمر.
وأوضح أن وقف إطلاق النار لا يعني ضعفًا، بل هو خطوة ضرورية لحماية أمن إسرائيل واستقرار المنطقة، مشددًا على أن الحلول السياسية والدبلوماسية هي الطريق الأضمن للحفاظ على الأمن القومي.
وفي ختام تصريحاته، شدد فيلد كامب على أن المجتمع الدولي يراقب عن كثب الوضع في غزة وتصرفات الحكومة الإسرائيلية، وأن استمرار العمليات العسكرية بهذا الشكل قد يؤدي إلى انعكاسات سياسية واقتصادية خطيرة على إسرائيل.
وحث المسؤولون الإسرائيليون على إعادة النظر في استراتيجياتهم العسكرية والسياسية بما يتوافق مع القوانين الدولية ويعزز الشرعية الدولية.
واستقال فيلد كامب بعد فشله في تمرير عقوبات ضد إسرائيل في الحكومة الهولندية، تلتها استقالة خمسة وزراء من حزبه. وشملت العقوبات التي حاول وزير الخارجية السابق فرضها حظرًا على الواردات من المستوطنات، لكنها قوبلت بمقاومة سياسية. وتُضعف هذه الاستقالة موقف الحزب الاتحادي الهولندي الانتقالي المؤقت قبل الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول.
جاء في رسالة من حركة “قادة من أجل أمن إسرائيل” التي أثّرت على فيلد كامب: “سيدي الرئيس، أوقفوا الحرب في غزة. لقد حقق جيش الدفاع الإسرائيلي منذ زمن بعيد الهدفين اللذين يمكن تحقيقهما بالقوة تفكيك البنية العسكرية والسياسية لحماس. أما الهدف الثالث والأهم فلا يمكن تحقيقه إلا من خلال اتفاق إعادة جميع الرهائن إلى ديارهم. تقييمنا المهني هو أن حماس لا تشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل، وأن إسرائيل قادرة على التعامل معها”.