أحرجت وثيقة إسبانية من الأرشيف الرسمي للدولة الإسبانية، تؤكد مغربية جزيرة ليلى، رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق خوسي ماريا أزنار خلال الفيلم الوثائقي الذي بثته ليلة الخميس الماضي قناة Movistar+ الإسبانية بعنوان « بيريخيل، الحرب التي لم تقع ». وتضمن الفيلم شهادات لشخصيات إسبانية بارزة في مقدمتها خوسي ماريا أزنار، ووزير دفاعه فيديركو تريو، وآنا دي بلاثيو، وزيرة الخارجية، وريتشارد ارميتاج نائب كاتب الدولة في الخارجية خلال فترة كولن باول.

وطرح الكاتب والإعلامي المغربي نبيل دريوش وثيقة من القرن التاسع عشر من أرشيفه الشخصي خلال مشاركته في الفيلم الوثائقي المذكور تقر صراحة بأن الجزيرة لا تنتمي إلى مجال المستعمرات الإسبانية بشمال المغرب، مما يجعلها من الأراضي التي عادت إلى سيادة المغرب بعد استقلاله عام 1956.
وحمل الفيلم الوثائقي أسرارا جديدة تخص أزمة جزيرة ليلى التي نشبت بين المغرب وإسبانيا صيف عام 2002، منها أن واشنطن أخبرت الرباط بتحضير إسبانيا لتدخل عسكري قبل وقوعه، بل أخبرتها حتى بالليلة التي سيقع فيها الهجوم، وهو ما اعترف به في الفيلم وزير الدفاع الاسباني تريو، والذي أرجع الأمر إلى « زلة لسان ».
وكشفت وزيرة الخارجية بلاثيو بأنها حاولت حل الأمر بالطرق الدبلوماسية، واتصلت بكولن باول وزير الخارجية الأمريكي للوساطة لأنها لا تملك اتصالا مباشرا مع دائرة القرار في المغرب، فيما كشف ريتشارد ارميتاج، نائب وزير الخارجية الأمريكي وقتها أن كولن باول طلب منه التنسيق مع الجانب المغربي بحكم علاقاته الجيدة مع وزير الخارجية وقتها محمد بنعيسى، واعترف ارميتاج بأن واشنطن فوجئت باثنين من حلفائها على شفا الدخول في حرب، مضيفا انه كان يمكن أن يكون هناك تبادل لإطلاق النار قد يقود إلى تصعيد.
واعترف وزير الدفاع الإسباني تريو أن العملية العسكرية فقدت عنصر المفاجأة، كما أنها كانت تحمل مخاطر هددت بإلغائها، لاسيما مع رياح الشرقي القوية، وكشف أن المراسلات بين بنعيسى وبلاثيو لتعديل نص الاتفاق الذي رعاه كولن باول كان يتم بالفاكس فقط بدون أية اتصالات هاتفية بين الطرفين.

شاركها.