أمد/ واشنطن أقال وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث أو همّش ما لا يقل عن أربعةٍ وعشرين جنرالًا وأدميرالًا خلال الأشهر التسعة الماضية، في سلسلة تحركات وُصفت بأنها غير مسبوقة منذ عقود وقد تُعيد تشكيل الجيش الأمريكي لسنوات قادمة، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

وذكرت الصحيفة أن قرارات هيغسيث جاءت في كثير من الحالات مخالِفة لتوصيات كبار القادة العسكريين الذين خدموا إلى جانب الضباط المستهدفين في ساحات القتال، مما أثار أجواء من القلق وانعدام الثقة داخل المؤسسة العسكرية.

وبحسب التقرير، فإن هيغسيث علّق أو ألغى ترقيات أربعة ضباط كبار بسبب عملهم السابق مع الجنرال مارك ميلي، الرئيس الأسبق لهيئة الأركان المشتركة، الذي يُعد من الشخصيات المكروهة لدى الرئيس دونالد ترمب. ومن بين هؤلاء اللواء جيمس باتريك وورك، أحد أبرز الضباط المشاركين في معارك الموصل ضد تنظيم “داعش”.

وشملت قرارات الإقالة أيضًا ضباطًا استُهدفوا من قبل مؤثرين يمينيين أو عبّروا سابقًا عن دعمهم لبرامج التنوع والمساواة داخل الجيش. ومن أبرزهم الأدميرال ميلتون ساندرز، قائد قوات البحرية الخاصة (نيفي سيلز)، الذي أُقيل في أغسطس بعد دفعه نحو إشراك مدربات نساء في برامج التدريب.

كما أطاح هيغسيث بالأدميرال ألفين هولسي، قائد القيادة الجنوبية الأمريكية، بعدما أبدى تحفظات على ضربات بحرية أودت بحياة عدد من الأشخاص في الكاريبي، وبالفريق جيفري كروز، مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية، بعدما شككت وكالته في تصريحات ترمب التي قال فيها إن الضربات الجوية الأمريكية “دمّرت” البرنامج النووي الإيراني.

ودافع المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، عن خطوات الوزير، مؤكدًا أن “الجيش لم يكن أكثر وحدةً من اليوم”، مشيرًا إلى جهود هيجسيث لإلغاء أجندة إدارة بايدن المتعلقة بالتنوع والمساواة واستعادة “روح المحارب” داخل القوات المسلحة.

غير أن محللين وخبراء في شؤون الدفاع حذروا من أن عمليات الإقصاء الواسعة قد تؤدي إلى خسارة كفاءات مميزة. وقالت الخبيرة كوري شاك، التي شغلت مناصب في مجلس الأمن القومي خلال إدارة الرئيس جورج بوش الابن، إن الإدارة الحالية “تهدر قدرًا هائلًا من ة والموهبة العسكرية”.

وفي الكونغرس، وصفت السيناتور الديمقراطية إليسا سلوتكن ما يجري بأنه “تطهير” داخل المؤسسة العسكرية، محذّرة من أن مثل هذه الممارسات تُذكّر بأنظمة استبدادية كالصين أو العراق في عهد صدام حسين.

شاركها.