أمد/ الخميس المقبل نترقب اجتماعاً  لنتنياهو بشأن الضفة الغربية . هذا الموعد يحمل في طياته مؤشرات على مرحلة قد تكون الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية فما نعيشه اليوم لا يشبه أي وقت مضى حيث تتسارع الأحداث بشكل ينذر بتحولات مصيرية و تاريخية .

 

السلطة الفلسطينية نفسها تبدو و كأنها على أبواب تحول جذري من سلطة على الأرض إلى مجرد “حكومة منفى”. فبعد فقدان السيطرة على الضفة و غزة معاً قد تجد السلطة أن الوجهة الأقرب أمامها هي مصر أو الجزائر أو اي دولة أخرى في إطار إعادة تموضع سياسي قسري .

 

 الضفة الغربية الوضع فيها كثير التعقيد و الخطورة فالتهجير فيها أسهل بكثير من غزة و من يبقى سيكون في وضع لا يختلف كثيراً عن حال فلسطينيي 48 بل و ربما أقسى و الأخطر من كل ذلك أن يضع الاحتلال يده على القدس و المقدسات و هو الهدف الأعمق و الأكثر خطورة و الذي يمس جوهر القضية الفلسطينية .

 

و على الجانب الآخر تبدو غزة و كأنها مجرد ورقة سياسية قابلة للنقاش و الابتزاز و التفاوض بهدف التفاوض فقط . الاحتلال يدرك أن غزة ليست أولوية قصوى مثل الضفة و القدس و لاجل ذلك تقام افظع المجازر و اضخمها في التاريخ البشري . و من الممكن أن نشهد  سيناريو انتقال السلطة إلى غزة .

 

 حين نقرأ لغة الميدان نجد أن الحشود العسكرية الضخمة على حدود غزة لا تفسرها الحاجة الفعلية داخل القطاع فغزة لا تتطلب هذا الحجم من الجنود و المعدات العسكرية الثقيلة بل عمليات نوعية محدودة و ربما الحقيقة أن التجنيد العسكري باعداد  كبيرة قد يكون تمهيداً للضفة و أن ما يحدث بغزة ليس سوى غطاء للتمويه .

 

المشهد الدولي يضيف بعداً مقلقاً آخر في وقف إصدار التأشيرات للولايات المتحدة الامريكية للفلسطينيين بما فيهم المسؤولين الحكوميين و في مقدمتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يكن إجراءً عادياً بل خطوة احترازية أمنية للولايات المتحدة تسبق أي إعلان كبير و المؤشرات كلها تقول إن هذه الخطوة ما هي إلا تمهيد للإعلان عن ضم الضفة الغربية بشكل رسمي و بدعم أمريكي واضح وصريح و عرقلة لجهود الاعتراف بدولة فلسطين .

 

شاركها.