أمد/ الحديث عن امكانية استخدام اسرائيل قُدراتها النووية في حرب شاملة محتملة ليس امرا جديدا ولا غريبا ولا ضربا من ضروب الخيال او الخيال العلمي السينمائي، وانما من الوارد ان يكون خيارا مُحتملا وليس مُستحيلا،
وقد هدّد به اكثر من وزير او مسؤول اسرائيلي متطرف متعصّب، لا يعرف إلا لغة القتل والدمار والثأر والانتقام وتعميم الخراب،
اسرائيل دون شك لديها قدرات نووية منذ سنوات من انتاج مفاعلها في ديمونا، الامر الذي كان قد كشفه ايضا الخبير النووي الاسرائيلي، المغضوب عليه اسرائيليا، مردخاي فعنونو، الذ ي تعرّض للسجن “والبهدلة”، على اثر كشفه لقدرات اسرائيل النووية وعدد القنابل الذري التي تمتلكها،
خلال الحرب العدوانية، الابادة الجماعية على قطاع غزة، منذ عشرة اشهر، زلّت ألسنة العديد من كبار السياسيين الاسرائيليين، او ربما كانوا يتباهون بقدرة اسرائيل على توجيه ضربة نووية لقطاع غزة وربما للبنان وليس مستبعدا ايضا ضرب ايران بالقنبلة الذريّة، أذا ما توسّعت الحرب، ووجدت اسرائيل نفسها “مزنوقة” موحلة تتلقى الصواريخ والمسيرات من عدة جبهات،
المثل الاعلى لاسرائيل في السيطرة والاستيطان والقمع والتدمير هي الولايات المتحدة الامريكية، فلماذا لا تكون امريكا ايضا مثل اسرائيل الاعلى في موضوع استخدام السلاح النووي، حيث ضربت امريكا مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية بقنابل ذرية، قتلت الآلاف من اليابانيين،
كما ان امريكا استخدمت قنابل نووية تكتيكية من اليورانيم المنضب ضد الجيش العراقي في حرب الخليج،
في هذا المجال والصدد لا ينقص اسرائيل لا اللؤم ولا الغطرسة ولا الفوقية ولا الاجرام لاستخدام قدراتها النووية ضد غزة وضد لبنان وضد اليمن وضد ايران وضد العراق وحتى ضد سوريا، في حالة نشوب حرب شاملة شرسة، تجد اسرائيل، نفسها خلالها، ان الامور تفلت من ايديها وتذهب لصالح المُحور الذي يُحيطها،
ليس معلوما تماما حتى اللحظة اذا ما كانت ايران قد حصلت او اقتربت من الحصول على سلاح ذرّي، لكن الحقيقة الواضحة الجلية هي ان اسرائيل وحدها في مُعادلة الشرق الاوسط التي تمتلك سلاحا نوويا جاهزا،
وليس مستبعدا ان تقوم اسرائيل باستخدام قدراتها النووية في ظروف مُعيّنة اذا ما انفجرت الحرب الاقليمية الشاملة.
