أمد/ كتب حسن عصفور/ لم يعد الحديث عن صفقة التهدئة في قطاع غزة وتبادل الرهائن، جزئية أم شاملة جزءا حيويا في النقاش السياسي العام، سوى داخل المؤسسة الحاكمة في تل أبيب، وخاصة مع تسريبات تتعلق بموقف المؤسسة الأمنية، جيشا وموسادا وشاباك، حيث يرون أنه لا يوجد هناك منطق “أمني” فيما يتم التجهيز له من “احتلال مدينة غزة” الثاني تعاكسا مع موقف السياسي.

غياب الاهتمام السياسي العام بحدوث صفقة تهدئة، انطلاقا من موقف حكومة دولة الاحتلال، خاصة رئيس حكومتها نتنياهو، وعدم قدرة حركة حماس على قراءة التطورات خلال زمن الحرب، وبعدما فتحت الباب لأخطر نكبات واجهت الشعب الفلسطيني يوم 7 أكتوبر 2023، تصر المضي بإكمال المخطط التدميري العام تحت شعارات ساذجة أو “غيرها”.

وجاء إعلان رئيس حكومة دولة الفاشية اليهودية العلني، بأن الرئيس الأمريكي ترامب طالبه بوقف الحديث عن صفقة جزئية والمضي نحو الشاملة، ليضع نقطة فاصلة نحو مرحلة جديدة في المشهد الغزي، في ظل الإعلان عن مشروع “غزة الكبرى” الأمريكي وعودة السمسار السياسي توني بلير والسمسار العقاري كوشنير ارتباطا بالخطة الخاصة بيوم تالي.

وتوافقا زمنيا سياسيا أمنيا، أعلن جهاز الموساد “الأمن الخارجي” لدولة العدو الاحلالي، أن قيادة حماس في الخارج أصبحت تحت الهدف الاغتيالي، رغم أنهم سبق واغتالوا رئيسها إسماعيل هنية في طهران ونائبه صالح العاروري في بيروت، لكن الإعلان الجديد المفاجئ، يمثل رسالة محددة.

ارتباط التهديد الموسادي باغتيال قيادات حماس مع عرض الصفقة الشاملة بشروطها الخمسة (نزع سلاح حماس، تجريد غزة من السلاح، السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة، إنشاء إدارة مدنية لا تتبع حماس ولا السلطة الفلسطينية، إعادة جميع الرهائن الأحياء منهم والأموات)، يأخذ منحى يختلف في سياقه عن التهديدات السابقة، كونه إعلان صريح بانتهاء دور الوساطة المصرية القطرية، وإعلاق الباب أمامها.

الإعلان الموسادي حول اغتيال قيادات حماس ووقف الحديث عن دور قطري لاحق، يشير بوضوح أن قطر فقدت الحصانة السياسية الأمنية، التي استمرت منذ 2005 ودخولها طرفا حاسما في تعزيز مكانة الحركة الإخوانجية في انتخابات 2006، بطلب أمريكي وموافقة إسرائيلية، وتقديم كل الدعم لها وفتح مكاتبها في الدوحة، ما يترتب عليه التعامل معها كما التعامل مع طهران.

المفارقة لم تقف عند حدود إعلان جهاز الموساد، بل الصمت الأمريكي الكامل حول ذلك، رغم أنها أحد أطراف المثلث في الاتفاق حول وجود حماس في قطر ودعمها بكل مظاهر الدعم الممكنة، ما يشير أن قرار جهاز دولة الكيان، نال “الضوء الأخضر” من المخابرات المركزية الأمريكية وبالتالي البيت الأبيض.

الإعلان الأمني حول اغتيال قيادات حماس يحمل دلالة سياسية بأنه لم يعد هناك زمن للتفاوض حول العمليات الجارية، بل انتقل كليا نحو اليوم التالي، بكل عناصره، خاصة آليات التهجير وإعادة الإعمار في قطاع غزة، ويبدو أن قطر لن تكون جزءا من ترتيبات اليوم التالي، وبذلك يكون دورها على مدار 20 عاما في فلسطين وصل إلى محطته الأخيرة، ما كان سببا في القرار الأمني.

وبتزامن لافت مع بيان الموساد، أعلنت قطر عن تغيير هام في قيادة أحد أهم أدواتها الإعلامية شبكة الجزيرة، وعودة آل ثاني لإدارتها المباشرة، إعلان يحمل مؤشرات هامة حول القادم في التوجهات والاستراتيجية.

إعلان الموساد حول اغتيال قيادات حماس، إعلان نهاية مرحلة الحرب القديمة والانتقال نحو حرب جديدة لخدمة خطة ترامب حول “غزة الكبرى”.

مطلوب من قيادة حماس أن تدرك تلك الرسالة بكل مكوناتها، وتعلن فك ارتباطها بالمشهد الغزي، وتسليم ما لديها رهائن لوفد مصري قطري مشترك، وتعتكف كليا عن العمل السياسي العام لسنوات إلى أن تزيل كل رواسب الجماعة الإخوانجية منها وعنها، دون ذلك الخيار سيكون خدمة فائقة للمخطط التدميري العام.

ملاحظة: مقابلة الرئيس عباس مع قناة “العربية” جانبه التوفيق السياسي كثيرا..ان يقبل الحديث عن حياته ومحطات شخصية في توقيت أزمات كبرى تنهش القضية فهاي أم السقطات..وسرح في تفاصيل بعضها ماشي وبعضها مش ماشي خالص..كلام جر كلام وكلام جر بطيخ..الباقي عندك يا ريس..

تنويه خاص: كان محزن جدا أن لا تشهد انطلاقة مدارس القدس والضفة مشاركة من التنفيذية والحكومة والفصائل خاصة فتح..غياب مثير كأنه فقدوا كل حس لهم بأهلهم وناسهم..والأنيل انهم ما حكوا لطلاب غزة كلمة حنينه بعد خطابات قيادات فنادق الدوحة المتعنطزة..يا ناس ما تخلوا اشاعات العدو بانكم بتسلموا الشنط وبترحلوا تصير حقيقة..صحصحوا أو..

لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص

شاركها.