هكذا اختار غويري الجزائر
يستعد أمين غويري، بعد الإعلان المشترك، أول أمس، بينه وبين الاتحاد الجزائري لكرة القدم، عن قراره تمثيله المنتخب الجزائري، لبداية مسيرة جديدة مع “الخضر”، انطلاقا من معسكر شهر أكتوبر المقبل والمواجهتين الوديتين أمام منتخب الرأس الأخضر ومصر (12 و16 أكتوبر المقبل).
الأمور لم تكن توحي بذلك قبل عام ونصف، عندما صرح مهاجم نادي ران الفرنسي لإحدى الصحف الفرنسية المحلية، عزمه بعد أن تدرّج عبر منتخبات مختلف الفئات السنّية لفرنسا، الوصول إلى المنتخب الأول، وأضاف في تصريحاته أن طموحه كبير في الوصول لهذا الهدف رغم إقراره بصعوبة المهمة، في ظل المنافسة الكبيرة الموجودة في تشكيلة المدرب ديدي ديشان، لكن الأمور تسارعت بعدها وغيّر موقفه 180 درجة ، مدفوعا بممارسات العنصرية والتمييز والتضييق الذي يعاني منها الأجانب وبشكل خاص المسلمون ومنهم اللاعبون في بلد “الحريات”.
وكان الصحفي الفرنسي رومان مولينا، قد أعلن شهر أفريل الماضي، أن التضييق الممارس ضد اللاعبين الأجانب، خاصة فيما تعلق بالمعتقدات الدينية والتي يرتكز أساسا على حرية فريضة الصيام بالنسبة للاعبين المسلمين، ستساهم في مغادرة العديدة من المواهب والمنتخبات الفرنسية بأصنافها والتحول جماعيا نحو تمثيل منتخبات بلدانهم الأصلية، ومن بين هؤلاء أمين غويري الذي مثّل منتخبات فرنسا من فئة تحت 16 سنة ولغاية منتخب الأمال.
وعلى غرار عدد من زملائه، لم يسلم غويري الذي ينحدر، حسب مصادر، من عائلة عاصمية من ضواحي الكاليتوس والمعروف بتديّنه والتزامه بالمبادئ السمحة ورفضه التضييق والممارسات العنصرية التي طالت قدوته في عالم كرة القدم، النجم كريم بن زيمة، ممارسات لا زالت تلاحق الهداف الأسبق لريال مدريد حتى بعد انتقاله للبطولة السعودية.
وعرف الناخب الوطني، جمال بلماضي، الاستثمار في كل هذا، فوفّق في استقطاب العديد من اللاعبين المزدوجي الجنسية. فبعد عوار وأيت نوري والبقية، تمكّن من إقناع غويري بخطابه وبمشروعه ومزايا اللعب للمنتخب الجزائري، قبل أن يدخل الرئيس السابق لـ”الفاف” جهيد زفيزف ويتكفل بكل الجوانب الإدارية، قبل أن يتم الإعلان بمناسبة معسكر سبتمبر المقبل، أن غويري صار متاحا للمنتخب الجزائري وترسيم ذلك سيكون في 9 أكتوبر موعد التربص المقبل، حتى وإن كان لهذا القرار ارتدادات على وضعية غويري في نادي ران، حيث قلّت مشاركاته في التشكيلة الأساسية منذ إعلان بلماضي .
وغويري صاحب 23 ربيعا، مهاجم حر ينشط في مختلف المراكز الهجومية وبشكل خاص كرأس حربة أو كمهاجم ثان خلف قلب الهجوم، ويمنح هذا التنوع فرصا لبلماضي لتنويع خططه في الهجوم خاصة في ظل توفر “بروفايلات” مختلفة مع خبرة بونجاح وسليماني ومعهم المتألق محمد أمين عمورة تحسبا لنهائيات كأس الأمم الإفريقية بكوت ديفوار.
هذا ومن المرتقب أن يصل بلماضي إلى الجزائر يوم الجمعة 5 أكتوبر وسيكون له لقاء مع الرئيس الجديد لـ”الفاف” وليد صادي قبل موعد انطلاق التربص المقرر يوم 9 أكتوبر.