أمد/ تل أبيب: وصف رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي إسحق هرتسوغ يوم السبت، طلب العفو المقدم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنه “طلب استثنائي”.
وأشار في مقابلة مع موقع “بوليتيكو“، إلى أنه سينظر في “ما هو الأفضل لشعب إسرائيل”، مؤكدًا أن “مصلحة الشعب هي أولويتي الأولى والثانية والثالثة”.

وأشار هرتسوغ إلى أنّ منصب الرئاسة، رغم طابعه البروتوكولي، بات غارقًا في أزمات متلاحقة، من تبعات جائحة كورونا، إلى الاحتجاجات الواسعة ضد التعديلات القضائية، وصولاً إلى هجوم السابع من أكتوبر والحرب على غزة وما تبعها من تداعيات سياسية وأمنية.

وتأتي المقابلة في وقت يضغط فيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للحصول على عفو استباقي من هرتسوغ، قبل صدور أي إدانة في محاكمته الجارية بتهم فساد. وأكد الرئيس الإسرائيلي أنه تلقى رسميًا طلب العفو، ووصفه بأنه “استثنائي”، مشددًا على أنه سيُدرَس ضمن الإجراءات القانونية المتبعة ووفق “المصلحة العليا للشعب الإسرائيلي”، في ظل ضغوط داخلية وخارجية، بينها دعوات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنح نتنياهو عفوًا.

وفي حديثه عن التراجع في النظرة الأميركية تجاه إسرائيل، خاصة بين الشباب، رأى هرتسوغ أن منصة “تيك توك” و”الخطاب السطحي” يسهمان في تشكيل انطباعات منحازة، مؤكدًا أن إسرائيل “تعمل وفق القانون الدولي” وأنها تخوض “معركة رأي عام” أمام “آلة دعائية هائلة” داعمة لحماس. ومع ذلك، أقرّ بأن تل أبيب “بحاجة إلى تحسين” طريقة مخاطبتها العالم.

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع واشنطن، شدد هرتسوغ على “متانة التحالف” مع الولايات المتحدة، رافضًا الخوض في احتمالات ردود الفعل الأميركية إذا لم يُمنح نتنياهو العفو، ومؤكدًا أن العلاقات مع إدارة ترامب “دافئة وصريحة”.

وتوقف هرتسوغ عند فوز زوران مامداني في انتخابات بلدية نيويورك، معتبرًا أنّ تصريحات رئيس البلدية المنتخب “مقلقة”، وداعيًا إياه إلى “فهم المجتمع اليهودي في مدينته بصورة أفضل”.

وفي الشأن الداخلي، حذّر الرئيس الإسرائيلي من تصاعد الانقسامات بين المتدينين والعلمانيين، مؤكدًا أن الانتخابات المقررة العام المقبل ستكون اختبارًا جديدًا للديمقراطية الإسرائيلية. وأعاد التأكيد على تفضيله قيام حكومة وحدة واسعة “تحمل الأعباء معًا” في ظل تحديات ما بعد الحرب. وقال إنّ مستقبل العلاقة مع الفلسطينيين سيكون عنصرًا مركزيًا في الحملة الانتخابية، معتبرًا أن 7 أكتوبر شكّل “إنذارًا صارخًا” وأن تحقيق السلام مشروط بـ”انتهاء الإرهاب”.

واختتم هرتسوغ بالقول إنه يعيش “أصعب فترة لرئيس إسرائيلي”، مشيرًا إلى زيارته أكثر من 1500 عائلة ثكلى منذ اندلاع الحرب، وإلى “جراح المجتمع الداخلية” التي ما زالت تتفاقم.

شاركها.