أمد/ كتب حسن عصفور/ قد يكون الإنسان العربي، وقبله الفلسطيني وخاصة منه الغزي، خارج المساحة الكونية لو اعتقد للحظة واحدة، أن هناك كلمة مفيدة ذات قيمة يمكن أن تخرج من “قمة النقاب” لستر عورة العدوان على العاصمة القطرية.

بعد ساعات من الاحتفال الاستعراضي لبيان الـ 20 بندا الخالية من بروتين المواجهة، كشف الرئيس الأمريكي أن حماس نقلت “الرهائن” من تحت الأرض إلى فوق الأرض، دون أن يعلمنا كيف تسنى له ذلك، ولو كانت مستندة لمعلومات جهاز دولة الفاشية اليهودية، لما لم تتمكن من الوصول إليهم، لكنه أكد بأنه سيتم استخدامهم كـ “دروع بشرية”، في إشارة ناطقة تبريرية لاستكمال عملية إعادة احتلال مدينة غزة.

ترامب وبدلا من محاولة “غضب مؤقت” عما فعلته دولة الاحتلال من استباحة قطر بعلمه وموافقته، حاز “تقديرا فريدا” بتعزيز الشراكة الأمنية والعسكرية مع أمريكا بعد العدوان الإسرائيلي على الدوحة، وإعلان قطر بأنها ستقوم بعملية شراء أسلحة حديثة متطورة من أجل “حماية أمنها”، ومعها دول خليجية أخرى.

بعد بيان قمة الدوحة وتعزيز الشراكة الأمنية العسكرية، يقوم وزير خارجية إدارة أمريكا بزيارتها، مطلقا عليها ألقابا خاصة، بأنها البلد الوحيد القادر على صناعة صفقة التهدئة، لقب يراه مندوب دولة الاستعمار المستحدث، جائزة ترضية كافية على بيان الدوحة الفارغ من بداية افتتاحه إلى نهاية خاتمته، وما سيكون من صفقة مالية مضافة لما حصل عليه ترامب من تريليونات سابقة، وطائرة من صناعة أمريكية كهدية أميرية خاصة.

قبل أن يدخل روبيو أجواء العاصمة القطرية، بلد استضافة قيادة حماس في الخارج، أعلنت دولة الاحتلال انطلاقة عملية استكمال حرق مدينة غزة، وتدمير كل بناء ظاهر فوق الأرض وفرض حركة “تهجير داخلي” تحت النار، في سياق تنفيذ خطة “غزة الكبرى”، التي كشف عنها صهر الرئيس الأمريكي كوشنير فبراير 2024، والذهاب لفصل القطاع لتشكيل “حالة كيانية خاصة” تحت الوصاية الاستعمارية المستحدثة.

روبيو، قال بأن زمن الصفقة الجزئية انتهى كما يريد الرئيس ترامب، وأن التفاوض لاتفاق حولها انتهى، ولا خيار أمام حماس سوى الاستسلام التام، خروجا من الحكم والمشهد السياسي كاملا، وتسليم الرهائن قبلها.

وواضح تماما، أنها مطالب إدارة ترامب التي ستطلبها من القيادة القطرية، تحمل في طياتها تحذيرا واضحا، بأن عدم الاستجابة لها سيعرض قيادة حماس مجددا للملاحقة، وهي الإشارة التي أطلقها ترامب عشية ذهاب وزيره إلى الدوحة، عندما قال عليها أن تتحمل نتاج فعلتها بنقل الرهائن من تحت الأرض إلى فوقها.

هل تقوم قطر بمهمة قبر حكم حماس في قطاع غزة 2025 استجابة لطلب أمريكي، وبالتالي إسرائيلي، كما نفذت مهمة خلق حكمها 2006 ثم انقلابها 2007، وأيضا بطلب أمريكي وكذا إسرائيلي، ذلك السؤال الكبير الذي ينتظر جوابا بعد زيارة “المندوب السامي الجديد”.

ملامح نهاية حماس، حركة وحكما وحضورا، لم تعد بعيدة أبدا، وكل ما لها إعادة تدوير بقايا استمرار وجود قيادتها في قطر وتركيا..والبحث عن ملامح حراك في لبنان ضمن المنظومة الداخلية الفلسطينية، وليس الأفق الفارسي.

باختصار..”بطل” الفيلم الأميركي الإسرائيلي القطري انتهى زمنه.. موت أداة استخدامية بعدما حققت ما فاق المراد سياسيا.

ملاحظة: رئيس حكومة دولة الاغتصاب نتنياهو.. حكى كلام يمكن أن يكون بداية هزيمة تاريخية لو كان هناك دول عربية تريد ذلك..الزلمة قال بدنا نعتمد الاقتصاد الذاتي.. يعني زي كوريا الشمالية.. بعد العزلة الدولية غير العربية..كلامه أرعب سكان الكيان وأصاب بورصتهم بهزة فينيقيه..لأنهم مرتبطين بغيرهم..يااه لو في هناك حكام أبناء عرب..أبوك يا “لو”..

تنويه خاص: حرب الإبادة الجماعية على فلسطين وقطاع غزة..أكدت أن الإنسانية هي الدين المعاصر للبشرية.. وغيرها طقوس خوف من غيب يقوم بها الناس لا أكثر.

 لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص

شاركها.