هآرتس تكشف عقبات أمام توقيع اتفاق “صفقة التهدئة والتبادل” في غزة
أمد/ تل أبيب: وصل وفد حكومة دولة الاحتلال برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع إلى الدوحة يوم السبت، وسط تقدم في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية يوم الأحد عن مصادر، يبدو أن الأطراف، للمرة الأولى منذ عدة أشهر، قد تتمكن من صياغة مخطط متفق عليه. وبحسب المصادر فإن المحادثات التي تجري في ظل تقسيم شديد ستوضح خلال فترة قصيرة ما إذا كان من الممكن استكمال المخطط مع اقتراب تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في غضون أسبوع، أو ما إذا كان الطرفان سيتفقان على تمديده. سيؤدي إلى انفجار آخر في المحادثات.
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن إحدى العقبات الأساسية تتعلق بهوية الأسرى الإسرائيليين، الذين سيفرج عنهم في المرحلة الإنسانية، وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم في المقابل.
إسرائيل تخشى أن عدد أسراها الأحياء ضمن قائمة المرحلة الإنسانية (الدفعة الأولى) ليس كبيرا. وتأمل أن تبدي حماس مرونة لإضافة عدد من الأسرى الأحياء الذين يصنفون ضمن الدفعة الثانية إلى الدفعة الأولى. وفي المقابل يمكن لإسرائيل أن تبدي مرونة عبر زيادة عدد الأسرى “الوازنين” الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى. وتوضح إسرائيل أنها ستعمل على ترحيل الكثير من الأسرى الوازنين لدولة ثالثة.
ويأتي هذا في مقابل مزيد من المرونة الإسرائيلية في إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين تصفهم بـ”الثقلاء”. وأوضحت إسرائيل أنها ستصر على ترحيل العديد من هؤلاء السجناء إلى دولة ثالثة. وبالإضافة إلى ذلك، أوضحت حماس عدة مرات في الأيام الأخيرة أنها تنوي إطلاق سراح الرهائن الذين يحملون الجنسية الأميركية. ويبدو أن اثنين من هؤلاء المختطفين الثلاثة يظهران على القائمة “الإنسانية” على أية حال. وفي هذه المرحلة، ليس من الواضح ما إذا كانت حماس تخطط للإفراج عن مواطنين أجانب، معظمهم من التايلانديين، في صفقة موازية.
القضية الثانية: حماس تريد أن تضمن ألا تنتهي الصفقة بعد تنفيذ المرحلة الأولى وتطالب بضمانات لاستمرار المفاوضات لتنفيذ الدفعة الثانية مقابل وقف القتال وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
وتنقل هآرتس عن مصدر مطلع قوله، إن إسرائيل لا ترغب بالتعهد بوقف الحرب في المرحلة الثانية من الصفقة لكن حماس تصر على تعهد كهذا.
ووفق المصدر، سيحاول الوفد الإسرائيلي أن يعرض على الوسطاء وجود نوع من الضمانات الأمريكية من أجل “العمل مع إسرائيل على إنهاء الحرب”. والمقصود محاولة لعرض تعهد أمريكي بأن تقوم الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، دون أن يكون تعهد إسرائيلي مباشر بوقف الحرب.
إضافة إلى ذلك، من المفترض أن تعرض إسرائيل على الوسطاء خطة الجيش لإعادة الانتشار في محور فيلادلفيا/ صلاح الدين وفي قطاع غزة بعامة.
نتنياهو وتوسيق الصفقة
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدأ بتهيئة الأرضية لإبرام الصفقة عبر الاجتماعات التي عقدها مع كل من سموتريتش وبن غفير بسبب مخاوفه من انسحابهما من الحكومة وتفكيك الائتلاف.
وفق مصادر سياسية، نتنياهو يعتقد أن سموتريتش وبن غفير لن يسارعا بتفكيك الحكومة، بسبب التقديرات بأن إدارة ترامب متعاطفة مع المستوطنين، ومن الممكن أن تناقش ثانية قضية ضم الضفة الغربية، فيما مصادر أخرى تعتقد أن خطة الضم لن تتحقق بسبب جهود نتنياهو وسعيه لتطبيع العلاقات مع السعودية.