“نيويورك تايمز” تكشف مفاجأة: إسرائيل هي من زود “حزب الله” بأجهزة البيجر
أمد/ واشنطن: كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن مفاجأة بشأن “تفجيرات البيجر” في لبنان، ونقل التقرير شهادات لخبراء استخباريين أمريكيين وإسرائيليين، إذا أكدت الصحيفة أن الاحتلال هو من زود حزب الله بأجهزة البيجر.
وتقول الصحيفة الأميركية إنه فيما ظل الأمين العام لجماعة حزب الله حسن نصر الله لسنوات يدفع إلى الاستثمار في أجهزة النداء (بيجر)، على الرغم من قدراتها المحدودة، رأى مسؤولو جهاز الاستخبارات التابع للاحتلال في هذا الأمر فرصة كبيرة لهم.
في أثناء ذلك، وضع جهاز الاستخبارات التابع لإسرائيل خطة لإنشاء “شركة وهمية” تقدم نفسها على أنها منتِج دولي لأجهزة البيجر، وكانت تلك الشركة هي «BAC Consulting» وهي شركة مقرها المجر متعاقدة لإنتاج الأجهزة لصالح شركة تايوانية تدعى غولد أبولو.
وبحسب التقرير، كانت هذه الشركة جزءًا من واجهة للاحتلال، بجانب شركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضًا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة النداء، وهم في الأساس ضباط استخبارات في الموساد.
وتعاملت شركة BAC مع عملاء عاديين، حيث أنتجت لهم مجموعة من أجهزة النداء العادية، ولكن العميل الأساسي الذي كان مستهدفًا لها هو حزب الله، وكانت أجهزة النداء التي تنتجها للحزب بعيدة كل البعد عن الأجهزة العادية، حيث كانت هذه الأجهزة، تحتوي على بطاريات مملوءة بمادة (PETN) المتفجرة.
وبدأ شحن أجهزة النداء إلى لبنان في صيف عام 2022 بأعداد صغيرة، لكن الإنتاج تسارع بعد أن ندد نصر الله بالهواتف المحمولة.
واستثمر الاحتلال ملايين الدولارات في تطوير هذه التكنولوجيا، وخلال الصيف، زادت شحنات أجهزة بيجر إلى لبنان، حيث وصلت الآلاف منها إلى البلاد وتم توزيعها بين ضباط حزب الله وحلفائهم، وفقا لمسؤولين استخباريين أمريكيين.
وتعاملت أجهزة الاستخبارات التابعة للاحتلال مع أجهزة البيجر باعتبارها «أزرارًا» يمكن الضغط عليها عندما يبدو الوقت مناسبًا، ويبدو أن تلك اللحظة جاءت هذا الأسبوع، فوقعت تفجيرات الثلاثاء والأربعاء.
ويمكن لأجهزة البيجر تلقي البيانات دون الكشف عن موقع المستخدم أو أي معلومات أخرى خطيرة.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، مقالا أكدت من خلاله أن الموساد أرسل رسائل نصية قصيرة باللغة العربية إلى الأجهزة اللاسلكية في لبنان قبل تفجيرها.
وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادر في المخابرات الإسرائيلية، إنه من المفترض أن يكون بعض أصحاب أجهزة النداء قد ظنوا أن الرسائل مرسلة من قيادة “حزب الله”.
كما يشير المقال إلى أن هدف الرسالة كان أن يمسك المستخدمون بالأجهزة بحيث تكون قريبة من رؤوسهم قبل تفجيرها.
وبعد الثالثة والنصف ظهر يوم الثلاثاء الماضي بتوقيت لبنان، بدأت أجهزة الاستدعاء (البيجر) في إطلاق صافرات الإنذار لتنبه أعضاء حزب الله إلى رسالة من قيادتهم.
لكن لم يكن القادة هم الذين أطلقوا هذه الرسائل، بل أرسلها أعداء حزب الله، وفي غضون ثوان قليلة تبعت هذه الرسائل أصوات انفجارات وصرخات ألم وذعر في الشوارع والمحلات التجارية والمنازل في مختلف أنحاء لبنان.
وبحسب شهود عيان ولقطات فيديو، فقد أدت الانفجارات التي كانت مدعومة ببضع أونصات من مركب متفجر مخبأ داخل العبوات إلى تطاير رجال بالغين من على الدراجات النارية وارتطامهم بالجدران. سقط الناس الذين كانوا يتسوقون على الأرض وهم يتلوّون من الألم، والدخان يتصاعد من جيوبهم.
وقال نيويورك تايمز إن الانفجارات التي نجمت عن استخدام مادة متفجرة مخبأة داخل الأجهزة، أدت إلى تطاير الرجال من فوق دراجاتهم النارية وارتطامهم بالجدران. وسقط آخرون كانوا يتسوقون على الأرض، وهم يتلوّون من الألم، والدخان يتصاعد من جيوبهم.
وشهد لبنان الثلاثاء والأربعاء، هجمات واسعة تسببت في تفجير أجهزة للاتصال اللاسلكي (بيجر) في عدد من المناطق التي تعد معاقل لحزب الله في لبنان، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا بينهم طفلان وإصابة نحو 2800 آخرين الثلاثاء، ومقتل 20 شخصا وإصابة أكثر من 450 آخرين بجروح الأربعاء.