ندوة تناقش التحديات التي تواجه النخب العربية في المهجر اليوم 24
ناقش مشاركون في ندوة النخب العربية في المهجر خلال موسم أصيلة الثقافي الدولي أمس الخميس، التحدي الذي يمكن أن تضطلع به نخب المهجر، سواء في دول الاستقبال أو دول الأصل.
وقال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بن عيسى، في كلمة تقديمية، إن الندوة مناسبة لتسليط الضوء على دور النخب العربية المغتربة انطلاقا من ثلاثة محاور، تتمثل في تقييم تجربة الجاليات العربية في المهجر، وانعكاس الوجود العربي في المهجر على القضايا العربية الكبرى، ومستقبل هذه الجاليات العربية في الغرب.
وأضاف أنه « خلال العشرين سنة الأخيرة، تزايد التنقل في العالم بطريقة لم يعرفها التاريخ من قبل، لاسيما مع شيوع مفاهيم الحريات وحقوق الانسان وكذلك توفر الوسائل التكنولوجية وانخفاض رحلات السفر ».
وتطرقت كاتيا غصن، الأستاذة بجامعة باريس الثامنة، إلى وضع النخب الثقافية والفكرية العربية في المجتمع الفرنسي خلال السنوات الأخيرة، مبرزة أن هذه النخب الثقافية، أكثر من غيرها في الأوساط السياسية والاقتصادية، هي التي تساهم في التعريف بالبلدان العربية وتساهم بشكل كبير وواع في الإنتاج المعرفي عن بلدان المنشأ، مبرزة أنهم شريحة من المثقفين لم يفكوا ارتباطهم ببلدهم الأم.
وأشارت إلى أن هذه النخب تواجه عدة تحديات من بينها وسمها بأنها نخب « عربية » وإن كانت الثقافات العربية غير متجانسة ومتمايزة من بلد لآخر، إلى جانب هيمنة التوجهات السياسية والثقافية للبلد المضيف على ثقافة المغترب، وانحصار هامش التعبير عن الانتماء الثقافي بسبب بعض الاحداث المسجلة خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب « أزمة الهوية » التي يشعر بها بعض المثقفين تجاه بلدهم الأم.
وشددت كاتيا، على أن النخب في الأوساط الأكاديمية والثقافية هي الوحيدة التي تقدم صورة مشرقة للنخب العربية في المهجر في مقابل الصور النمطية السائدة، داعية بالمقابل البلدان العربية إلى توفير الظروف الملائمة من أجل الاستفادة بشكل كامل من هذه الكفاءات.
من جهته، اعتبر محمد الهادي الدايري، وزير خارجية ليبيا سابقا، أن تحديات اندماج النخب العربية في المهجر تطرح نفسها على مجتمعات الاستقبال والمصدر في الآن نفسه، مبرزا في هذا السياق تجربة الجالية اللبنانية التي حققت اندماجا مهما بعدد من بلدان العالم.
بالمقابل، حذر من الوضع الذي صارت تعيش فيه عدد من الجاليات العربية بسبب العنصرية والتهميش والربط بالإرهاب وزيادة التمييز، منبها إلى أن هذا الوضع آخذ في التفاقم بسبب صعود قوى اليمين السياسية بعدد من البلدان الأوروبية، والتي تتبنى في مجملها مواقف معادية للمهاجرين.
اما الأديب والناقد احمد المديني فقد تطرق في مداخلة بنفس أدبي إلى الهجرة المعاكسة لجزء من النخبة العربية رفيعة التكوين والمقيمة ببلدان أوروبية، ولا سيما فرنسا، إلى بلدان أخرى أو بلدان الأصل بحثا عن آفاق أرحب للتعبير عن الانتماء الثقافي والديني، مبرزا أن أسباب هذه الهجرة المضادة تعزى « إلى التحولات الجيلية والإيديولوجية التي خلخلت مبادئ الحرية وقيم المساواة، لاسيما مع تنامي قوة اليمين والنزعة القومية ».
وتأتي هذه الندوة تأتي في إطار الدورة 38 لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة المقامة في إطار الدورة 45 لموسم أصيلة الثقافي الدولي المنظم تحت الرعاية الملكية من 13 إلى 31 أكتوبر الجاري.
وتتطرق باقي ندوات جامعة المعتمد بن عباد المفتوحة إلى « الحركات الدينية والحقل السياسي: أي مصير؟ » (2122 أكتوبر)، و »قيم العدالة والنظم الديمقراطية » (2526 أكتوبر)، وبشراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد سيتم تنظيم ندوتين، الأولى حول موضوع « الذكاء الاصطناعي: أي حكامة في إفريقيا في عصر الرقمنة » (23 أكتوبر)، والثانية حول موضوع » شمولية الثقافة وانخفاض اللامساواة في توظيف الموارد الثقافية » (28 أكتوبر).