أمد/ يُشكّل الظلم اختلالاً جوهرياً في تطبيق القانون وفي توزيع الحقوق والواجبات، مما يُهدّد الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي. في المُقابل، يُمثل العدل الركيزة الأساسية لبناء مجتمع مُستقر ومُنتج، حيث تتحقق التنمية المستدامة في ظل مؤسسات قوية تُعلي من مبدأ سيادة القانون.
المخاطر النظامية للظلم وانعكاساته على الاستقرار الاجتماعي
يُؤدي الانحراف عن مبادئ العدالة والمساواة إلى عواقب مؤسسية واجتماعية بالغة، من أبرزها:
• تآكل ثقة المواطنين في المؤسسات القضائية والحكومية، مما يُضعف الشرعية النظامية.
• إضعاف التماسك الاجتماعي وتراجع الشعور بالانتماء الوطني المشترك.
• إعاقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بسبب غياب البيئة الآمنة والمُستقرة اللازمة للاستثمار والإبداع.مما ينتج عنه • تفاقم أشكال التمييز والانقسامات المجتمعية.•ويؤدي إلى تعطيل سيادة القانون وتقويض الضمانات الدستورية.
العدالة والمُساواة: أسس النظام القانوني والمجتمعي
تقوم الدولة الحديثة على مفهوم العدالة الشاملة، الذي يتجسّد عملياً من خلال إطار مؤسسي وقانوني متين، يشمل:
اولا سيادة القانون: ضمان خضوع الجميع لقانون واحد يُطبق بإنصاف وحياد، مع ضمان استقلالية القضاء.
ثانيا• المُساواة أمام القانون وتكافؤ الفرص: منع أي تمييز على أساس العرق، أو الجنس، أو الدين، أو الأصل الاجتماعي، أو أي وضع آخر، في الوصول إلى الحقوق والخدمات والفرص.
ثالثا• الشفافية والمساءلة: إتاحة المعلومات ووضوح الإجراءات في عمل المؤسسات، وخاصة القضائية منها، مع وجود آليات فعالة للمساءلة والمحاسبة.
رابعا• العدالة الاجتماعية: العمل على توفير حد أدنى من التوازن في توزيع الموارد والثروات، بما يكفل الكرامة الإنسانية للجميع.
الدور التكميلي للمواثيق الدولية والإطار الوطني
يُعد الالتزام بالمواثيق والمعايير الدولية لحقوق الإنسان جزءاً لا يتجزأ من تعزيز النظام العدلي الوطني. توفر هذه المواثيق، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إطاراً مرجعياً معيارياً لتطوير التشريعات والممارسات الوطنية. ويتحقق التكامل من خلال:
1*• توافق التشريعات الوطنية مع الالتزامات الدولية الطوعية التي صادقت عليها الدولة.
2• تعزيز آليات الرقابة المستقلة على أداء أجهزة العدالة، لضمان نزاهة وفعالية عملها.
3• بناء قدرات العاملين في منظومة العدالة على مفاهيم حقوق الإنسان والقانون الدولي.
ان التطوير المستمر لمنظومة العدالة كاستثمار في المستقبل
يُعد استدامة السلم الاجتماعي والتنمية رهناً بوجود نظام عدلي فعال ونزيه يحظى بثقة المجتمع. وهذا يتطلب التزاماً مستمراً من جميع الجهات المعنية التشريعية والتنفيذية والقضائية بمراجعة وتطوير الأطر القانونية والمؤسسية، وترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة والمساواة. إن تعزيز العدالة ليس غاية في حد ذاته فحسب، بل هو شرط أساسي لضمان الاستقرار وازدهار الأجيال الحالية والقادمة.

شاركها.