اخر الاخبار

” نتنياهو يناور ” والتنازل مستبعد ولا صفقه تلوح في الأفق

أمد/ التفاؤل الحذر محفوف بالمخاطر وأن محاولات واشنطن عبر الوسطاء لإعادة إحياء المفاوضات في ظل المواقف المتشددة للائتلاف الحكومي لحكومة نتني اهو لم تفضي للنتائج المتوخاة للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار ، وهذه هي قناعة الوسطاء ورغم ذلك لا يمنع من محاولة بعث الحياة في المفاوضات المتوقفة أصلاً، بالرغم من غياب أدوات الضغط على رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لدفعه إلى قبول الاتفاق، وهو الذي قال، في تصريح إلى مجلة «تايم» الأميركية، إن ” الحرب لن تتوقف قريباً” . والواقع أن نتنياهو يجد نفسه، حالياً، أقوى ممّا كان عليه في أي وقت مضى للاستمرار في تعنّته؛ إذ بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة في إسرائيل، حظي حزب ” الليكود”، لأول مرة منذ بداية الحرب، بتفوق على باقي الأحزاب، في حال جرت انتخابات نيابية الآن. وأظهر استطلاع نشرته صحيفة ” يديعوت أحرونوت” أن “الليكود سوف يكتسح الانتخابات”، وأن نتنياهو سيتقدّم (42%) على منافسه، بني غانتس (40%)، الذي ظلّ حتى وقت قريب يحتلّ المركز الأول.كما أن رئيس حكومة الاحتلال يراهن على ما سمّاه مسئول في وزارة الحرب ، في حديث إلى ” أي بي سي” أمس، ” حشداً أميركياً غير مسبوق في المنطقة حجماً ونطاقاً” ، من أجل الامتناع عن تقديم تنازلات جادّة. ورغم أن المسئول المذكور قال إنه ” لا مصلحة لنا في الحرب أو التصعيد” ، إلا أنه أكد ” أننا لن نتسامح مع الهجمات على مواطنينا»، وأن ” جيشنا ينسق مع البنتاغون للتحضير لسيناريوات الرد على إيران وحزب الله” ، في ما يدلل بل يؤكد بأن إسرائيل، تحت قيادة نتنياهو، لا تتعامل مع الجانب الآخر من الجهد ” الاحتوائي” الأميركي، والمتمثل في الدفع نحو استئناف المفاوضات، بجدّية. ومع ذلك، وكي لا يقع نتنياهو في مرمى الاتهام بتعطيل الصفقة، أعلن مكتبه، مساء الخميس، نيّته إرسال فريق التفاوض في 15 آب إلى المكان الذي يُتفق عليه ” لتحديد بنود وإطار الاتفاق الخاص بوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى” ، الأمر الذي ينبئ، مجدّداً، برغبته في تخفيف الضغوط الممارسة عليه من قبل عائلات الأسرى الإسرائيليين لسرعة التوصل لاتفاق تبادل الاسرى
في موازاة ذلك سموتريتش يكرر رفضه لصفقة التبادل ويطالب واشنطن بـ”احترام الديمقراطية الإسرائيلية” وهو يرد على البيت الأبيض ويشدد على أن إسرائيل “لن تستسلم لأي ضغوط خارجية قد تؤثر على أمنها”. ويعتبر أن أي اتفاق مع حماس يشمل تقديم تنازلات هو “استسلام للسنوار” وتهديد لأمن إسرائيل.
ويعتقد مسئولون أميركيون أن الطرفين كانا أقرب ما يمكن، عبر أحدث مقترح، من التوصل إلى ترتيب لتبادل الأسرى في مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع على الأقل؛ وقال كيربي للصحافيين، الجمعة، “نريد التوصل إلى اتفاق. نعتقد أن من الممكن فعل ذلك… لكنه سيتطلب بعضا من روح القيادة من جميع الأطراف وبعض التنازلات”
ومع المحاولات الجادة لإنقاذ المنطقة من الانزلاق لخطر الحرب الاقليميه إلا أن نتنياهو يناور لكسب مزيد من الوقت ، من دون تقديم أيّ ضمانة بموافقته على الصفقة المطروحة على الطاولة. وهو يستند، في ذلك، إلى سلاحين اثنين: أولهما قدرته على تفجير أي جهود ديبلوماسية عبر عمل عسكري ما في جبهة ما، وثانيهما، توافقه مع ائتلافه على تصعيد مواقفهم، وهو يظهر جليا في تصريحات سومتيرش قوله : ” يجب ألا نقع في مصيدة الدول الوسيطة التي تحاول فرض اتفاق استسلام علينا. لم يحن الوقت بتاتاً لصفقة خضوع توقف الحرب قبل القضاء على حماس” . كما أن المؤشرات بخصوص مزاج الشارع الإسرائيلي، لا تُظهر وجود معارضة قوية لسياسة نتنياهو؛ إذ بيّن استطلاع للرأي نشرته صحيفة «معاريف»، أمس، أن 48% من المستطلعين يفضّلون خطوات لدفع صفقة التبادل قُدماً، فيما قال 42% إنهم يفضلون هجوماً استباقياً ضد إيران و” حزب الله” وكانت قناة ” كان” الإسرائيلية كشفت ، قبل أيام، أن عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، أُبلغت، لدى لقائها مسؤولين مطلعين على المفاوضات الأسبوع الماضي، بعدم وجود تقدم حالي في المحادثات، وأن المسئولين في فريق التفاوض متشائمون بشأن احتمالية تحقيق ” اختراق قريب” . وأوضحت القناة، نقلاً عن مصادرها، أن ” المحادثات متعثرة ليس فقط بسبب التوتر في الشمال والمخاوف من رد إيراني، ولكن أيضاً لعدم وجود توافق بشأن محور فيلادلفيا وممر نتساريم»، في إشارة إلى المطالب التي أضافها نتني اهو بشأن إيجاد آلية لمنع انتقال السكان من جنوب القطاع إلى شماله، خلال تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق المقترح، والإبقاء على قوات الاحتلال عند محور فيلادلفيا ومعبر رفح وشروط أخرى وجميعها تعرقل أي تقدم في مسيرة المفاوضات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *