أمد/ في تعليقه على الاعتراف الواسع والوازن بالدولة الفلسطينية “جدعون ليفي” كتب قائلاً “الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية يعتبر جائزة لإسرائيل التي وجب عليها الآن أن تشكر كل دولة من هذه الدول، لأن الاعتراف جاء بديلاً مخادعاً للأمر الحقيقي الذي كان يجب اتخاذه الآن، وهو فرض العقوبات”. وأضاف أنّ الاعتراف “عاصفة في فنجان، والعالم يرفع العتب عن نفسه، بينما يستمر التدمير والتجويع والذبح. وتستمر معها خطة الحكومة في التطهير العرقي في غزة أولاً”. تعليق ليفي

وإن كان تعليق ليفي يبدو صحيحاً في وصفه للاعتراف بالدولة الفلسطينية ما لم تقترن الأقوال بالأفعال وبوقف حرب الإبادة والحصار والتجويع في قطاع غزة. إلاّ أنّ المشهد المرتبك والمرتجف ل “بنيامين نتنياهو” من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قاعة تكاد أن تكون فارغة بعد انسحاب معظم الوفود في رسالة احتجاج هي الأقوى ضد بطل حرب الإبادة وقتل الأطفال والنساء في قطاع غزة. كان لوسائل الإعلام وقنواتها العبرية رأي أخر في تناولها لمشهد رئيس حكومتها وكلمته البائسة في كثير من السخرية والانتقاد، حيث أكدت القناة 12 “أنّ مغادرة القاعة لحظة اعتلاء نتنياهو لمنصة الجمعية العامة على أنه هو إثبات لنظرة العالم لإسرائيل”. وعلى خطاب نتنياهو علق مراسل القناة 12 أنه يتابع “كل خطابات نتنياهو في المحافل الدولية منذ عقدين، لا أذكر خطاباً أسوأ وأفشل من هذا، حتى على صعيد تلعثمه وعدم سلاسة إلقائه”. وتابعت القناة “إنّ صورة الانتصار التي يبحث عنها نتنياهو في حربه الشعواء ضدّ قطاع غزّة تحولّت إلى صورة الفشل الأكبر، إذْ أنّه كان غاضبًا عندما شاهد الوفود تُغادِر القاعة لدى اعتلائه المنصة، الأمر الذي يؤكِّد المؤكّد، بأنّ كيان الاحتلال بات معزولاً ومنبوذاً، وأنّه ماضٍ في الطريق، التي ستقود عاجلاً أم أجلاً، إلى فرض العقوبات على إسرائيل، كما حصل في الماضي غير البعيد مع دولة جنوب إفريقيا، أبّان حكم الأقلية البيضاء وتفعيلها نظام العزل العنصريّ”. وبدورها القناة 13 في رسالة لمراسلتها التي علقت بالقول “عندما يغادر الدبلوماسيون الأجانب القاعة واحداً تلو الآخر فور بدء خطاب نتنياهو، فإنهم لا يبصقون في وجه نتنياهو، بل يبصقون في وجه إسرائيل”.

بدورها صحيفة “هآرتس” العبرية أنّ ظهور نتنياهو أمام الجمعية العامة لم يعكس سوى حجم العزلة الدولية التي تعيشها “إسرائيل” ورئيس حكومتها. وأضافت الصحيفة “إنّ أداء رئيس الوزراء في الجمعية العامة لم يُسلِّط الضوء إلا على العزلة العالمية التي يجد نفسه وبلاده فيها”. أما عن خطاب نتنياهو فكتبت “أنّ خطاب نتنياهو، الذي ألقاه في قاعة شبه خالية، كان مليئًا بزلات اللسان”

ولم تتأخر صحيفة “يديعوت أحرونوت” في مقال نشرته عبر موقعها الإلكتروني “واينت”، بعنوان: “نتنياهو تحدث في الأمم المتحدة لمدة 41 دقيقة وترامب سرق العرض في دقيقة واحدة”. وذكرت أنه قبل أن يعود نتنياهو من مبنى الأمم المتحدة إلى غرفته في الفندق صرّح دونالد ترامب للصحفيين بعد دقائق من الخطاب بأن اتفاقًا في غزة وشيك. وهذا العنوان الذي حوّل خطاب نتنياهو بأكمله سواء أكان رائعاً أم سيئاً إلى “مجرد ضجيج في الخلفية”.

أما موقع “واللا” العبري وفي مقال بعنوان: “نتنياهو سيتحدث في الأمم المتحدة، والقنوات التلفزيونية الإسرائيلية ستكون الوحيدة المتأثرة”. وأضاف الموقع إن نتنياهو سيستخدم حيلةً إعلاميةً ستتصدر عناوين الصحف، خاصةً في “إسرائيل”، وسيتعامل العالم مع الحدث كخطابٍ لمجرم حرب لم يُكلف نفسه عناء تبرير أفعاله في خطاباتٍ للمجتمع الدولي. وتابع “علينا، كإسرائيل، أن نضمن أن يكون هذا آخر خطاب لبيبي في الأمم المتحدة. إنه محتال، كاذب، يتصرف كالمجرم، وبناءً على معاملته للأسرى وأحداث السابع من أكتوبر، من المؤكد أنه شخص حثالة”.

وأختم المقالة بما كتبه الصحفي “بن كسبيت” في أبلغ تغريدة ساخرة حول نتنياهو وخطابه البائس والاستعراضي في جملة من خمس كلمات، إنه “خطاب تاريخي أمام مقاعد تاريخية”.

شاركها.