أمد/ كتب حسن عصفور/ في 30 نوفمبر 2025، تقدم رئيس حكومة دولة الكيان الاحلالي بنيامين نتنياهو بطلب عفو إلى حاييم هرتسوغ عبر وثيقة من 14 صفحة، تحدث بها عن كل شيء سوى أنه مذنب بأي شيء، بل واعتبر طلبه من أجل المضي قدما فيما بدأه من “حروب” غيرت وجهة الشرق الأوسط.
ويبدو من جوهر طلب نتنياهو، أنه يحمل الكيان “فضيلة” انه رئيس حكومة، وربما لم يكمل العبارة التي تقف دوما قبل أن يقولها بأنه “الملك الجديد” المؤسس للكيان الجديد الممتد أثره من “النيل إلى الفرات”، الشعار الذي أطلقه قبل أسابيع دون أن يثير غضبا أو عقابا عربيا سوى بعض كلام انتهى مفعوله، ليعيد صياغته في “إسرائيل الكبرى”.
سريعا، كان رد الفعل واسعا برفض كامل لمضمون طلب نتنياهو، وتم اعتباره كلام “فارغ”، ولا مجال لعفو دون إقرار بالذنب وتحمل المسؤولية والتعهد بالاختفاء كليا من العمل السياسي، ما وضع هرتسوغ تحت ضغط خاص، يحاول أن يجد طريقا بين “عدالة القضاء المحلي” و “رغبة الراعي الأكبر” ترامب.
كان واضحا جدا، أن تقديم نتنياهو لطلبه جاء ضمن ترتيبات خاصة مع الرئيس الأمريكي ترامب، بعدما أرسل رسالة يوم 12 نوفمبر 2025، لا سابقة لها في الأعراف الديبلوماسية، وحدد لهم مسبباته: “أدعوكم هنا إلى العفو الكامل عن بنيامين نتنياهو، الذي كان رئيس وزراء هائل وحاسم في زمن الحرب، وهو الآن يقود إسرائيل إلى زمن السلام، والذي يتضمن استمراري في العمل مع قادة الشرق الأوسط الرئيسيين لإضافة العديد من البلدان إلى اتفاقيات إبراهيم التي تغير العالم”.
تجاهل ترامب التهم الموجهة لنتنياهو المتعلقة بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، والتي يحاكم عليها منذ عام 2020، تلخصت في عناوين محددة منها (القضية 1000) خاصة بهدايا من رجل أعمال يهودي ومنتج هوليودي، فيما (القضية 2000) ترتبط بمالك صحيفة عبرية، خدمات مقابل امتيازات، و(القضية 4000) الخاصة بشركة الاتصالات بيزك وموقع إخباري عبري، ولاحقا ما عرف بـ “قطر غيت” التي طالت إثنين من العاملين بمكتبه تلقوا أموالاً من قطر للمساهمة في الترويج لها.
ومع ردود الفعل الغاضبة من طلب العفو دون الإقرار بالذنب، لجأ نتنياهو مجددا للرئيس الأمريكي طالبا منه مزيدا من الضغط كي ينال عفوا بلا شروط، وربط ذلك بتطورات سياسية في سوريا ولبنان وإيران.
المسألة المثيرة هنا لا تقف عند حدود لجوء نتنياهو إلى ترامب طالبا ضغطا أعلى من أجل عفو “نظيف”، بل فيما يمكن اعتباره عملا غير مسبوق، بأن يلجأ رئيس حكومة لدولة بطلب من رئيس بلد آخر، أي كانت تلك البلد، بالعمل على استخدام قوته كي ينال عفوا من تهم جنائية مسببة.
طلب شاذ لا مثيل له في التاريخ المعاصر، يكشف مدى الهلع الذي يعيشه نتنياهو مما هو قادم، رغم “لوحة المديح الترامبي” التي وضعها في رسالته نوفمبر الماضي، كونه يعلم يقينا أن أي قرار من هرتسوغ سيدفعه خارج المشهد السياسي، فكان الاستنجاد الأخير بالقوة الأمريكية تحت شعار “الابتزاز” الصريح.
العنترية النتنياهوية واليد الطولى التي استخدمها لفرض وقائع سياسية في المشهد الإقليمي، لم تتمكن من إزالة الفضائح التي يملكها سجله الشخصي، وسيدخل تاريخ دولة الكيان بأنه أول رئيس حكومة يحاكم كفاسد جنائي بات فاسد سياسي وبشكل فريد.
تدخل ترامب لطمس فساد نتنياهو يكشف وجه المكذبة لجوهر ما جاء في قرار مجلس الأمن 2803، حول مسألة “تأهيل السلطة الفلسطينية وإصلاحها”، وبأنها ليست سوى ذريعة للهروب من تنفيذ قرارات الأمم المتحدة حول دولة فلسطين، خاصة مع الاندفاعة نحو تعزيز مكانتها كدولة كاملة العضوية.
من المحزن أن تجد من يتجاوب مع نداءات “الإصلاح” المشبوهة سياسيا، سواء الرسمية الفلسطينية التي تعيش مرحلة من الارتباك السياسي غير المسبوق، أو رسمية عربية تبحث بكل سبل أن ترضي أمريكا، رئيسا وإدارة، وبعضهم إرضاء دولة العدو.
ملاحظة: تحقيق قناة سي إن إن الأمريكانية حول دفن جثث الغزازوة وترك بعضها تتعفن..بستحق ان الجامعة العربية تزعل وتعمل شي..اي شي عشان بعض دولها تحس على دمها شوي..صحيح هم بلا دم ..لكن السكوت عار..لو لساتكوا بتعرفوا العار..
تنويه خاص: كمان ألف مرة..ليش ح م ا س مصرة تحول مسلحي نفق رفح إلى لعبة تجارية..الغريب كمان أن اليهود مكيفين عليها..عاملينها زي كيس ملامكة لأهل غزة..موت مستمر..معبر مش حيشوف الضو ولعبة النفق مستمر..وصدقوا يا حمساوية شو ما حتمعلوا ما لكوش ضو..
لمتابعة قراءة مقالات الكاتب
https://x.com/hasfour50
https://hassanasfour.com
