أمد/ رام الله: قال نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ في مقابلة خاصة مع صحيفة “الشرق” السعودية، إن الإعلان الدستوري للرئيس محمود عباس بشأن توليه منصب الرئاسة، في حال شغور المنصب “لا يعني توريثاً للحكم”، مضيفاً أن “أي رئيس لدولة فلسطين يجب أن يكون منتخباً”.

وأضاف الشيخ أن “السلطة في فلسطين لا تورث، وصندوق الاقتراع هو الطريق الوحيد للشرعية السياسية، والشرعية تمر بالاختيار الحر والنزيه، وهذا لن يكون إلا عبر صندوق الاقتراع”.

وكان الرئيس محمود عباس، أصدر مؤخراً إعلاناً دستورياً، يقضي بموجبه، بأنه “إذا شغر مركز رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، في حالة عدم وجود المجلس التشريعي، يتولى نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، نائب رئيس دولة فلسطين، مهام رئاسة السلطة الوطنية مؤقتاً، لمدة لا تزيد على تسعين يوماً، تجري خلالها انتخابات حرة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد، وفقاً لقانون الانتخابات الفلسطيني، وفي حال تعذر إجراؤها خلال تلك المدة لقوة قاهرة تمدد بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني لفترة أخرى، ولمرة واحدة فقط”.

وجاء في المرسوم أن الهدف منه هو “حماية النظام السياسي الفلسطيني وحماية الوطن، والحفاظ على سلامة أراضيه وكفالة أمنه”.

وتوقفت الانتخابات العامة في فلسطين منذ وقوع الانقسام في العام 2007 إثر سيطرة حركة “حماس” على الحكم في قطاع غزة بالقوة المسلحة. 

وتلقى الرئيس محمود عباس الذي بلغ التسعين من العمر، في الآونة الأخيرة، نصائح من جهات عديدة صديقة، باختيار نائب للرئيس للحفاظ على استقرار النظام السياسي في حال شغور المنصب لاي سبب كان.

الواقعية السياسية

ويشترك حسين الشيخ مع الرئيس محمود عباس في تبني نهج سياسي يسميه “الواقعية السياسية” التي قال بأنها تهدف إلى “تعزيز بقاء الفلسطينيين في أرضهم، وحمايتهم من خطط التهجير”.

وقال الشيخ: “بينت الحرب على أهلنا في قطاع غزة، أن الاحتلال يسعى لتحقيق هدف كبير هو تهجير الفلسطينيين بصورة كاملة من أرضهم، وإحلال المستوطنين مكانهم، لهذا السبب أرى أن معركتنا اليوم هي إفشال هذا المخطط في الضفة الغربية، وقطاع غزة، من خلال عمل كل ما من شأنه تعزيز شعبنا في أرضه”.  

ملف السلاح والحكم في غزة

وكشف حسين الشيخ، أنه أجرى مؤخراً، حواراً مع قيادة حركة “حماس” في العاصمة المصرية القاهرة بشأن ملفات الحكم والسلاح والأمن في غزة في المرحلة القادمة.

وقال إن السلطة الفلسطينية ستواصل العمل مع كل الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية لتحقيق هدف “الانسحاب الإسرائيلي الكامل وإعادة إعمار قطاع غزة وإعادة توحيد الضفة الغربية والقطاع”.

وأضاف أنه طالب حركة “حماس” بالإعلان عن تسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية باعتبارها بيت كل الفلسطينيين، لتسهيل الانتقال إلى المراحل التالية، وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار”.

وأضاف: “اقترحنا على قيادة حماس حلاً يقبله العالم ليجبر إسرائيل على الانسحاب، وهو تسليم السلاح للسلطة الفلسطينية”.

إسرائيل ترفض أي دور للسلطة

وقال الشيخ إن الرئيس محمود عباس، وعدد من المسؤولين الفلسطينيين بحثوا مؤخراً مع مختلف الأطراف الغربية والعربية موضوع الحكم في غزة في المرحلة المقبلة، وشدد على أولوية “مصيرية الارتباط بين غزة والضفة الغربية”.

وترفض إسرائيل أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة، وتصر على ألا يكون لأعضاء لجنة إدارة غزة التي نصت عليها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أية صلة بالسلطة الفلسطينية.

واعتبر الشيخ في حديثه مع “الشرق” أن “الرفض الإسرائيلي لأي دور للسلطة هدفه سياسي وهو تقويض النظام السياسي الفلسطيني.

إعادة الإعمار

ويرى حسين الشيخ إن إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية في غزة هو المعركة المركزية المقبلة، وأنها أولوية القوى الفلسطينية. وأضاف: “إقناع العالم بإعادة بناء قطاع غزة هو التحدي الأكبر أمام الفلسطينيين، وهذا لن يتحقق دون تفاهمات وطنية على ملفات السلاح والحكم، وبدون هذه التفاهمات لن يتحرك أحد لإعادة الإعمار وإنهاء الاحتلال عن أرض غزة. لذلك عرضنا على حركة حماس ما نعتقد أنه يحقق لنا هذا الهدف الوطني الاستراتيجي”.

وأضاف: “عرضنا على حماس الإعلان عن تسليم السلاح والحكم للسلطة الفلسطينية، وبعد تحقيق إنهاء احتلال غزة، سنجري انتخابات عامة تعيد بناء المؤسسات السيادية للشعب الفلسطيني”.

ومضى يقول: “عندما تسلم حماس الحكم والسلاح في غزة للسلطة الفلسطينية فهي لا تسلمه لحركة فتح التي تعتبرها حماس خصماً سياسياً، وإنما تسلمها للسلطة والشعب، فبعد إنهاء احتلال غزة ستجرى انتخابات عامة، ومن ينجح في هذه الانتخابات يشكل النظام السياسي للشعب الفلسطيني، وبهذا نحمي غزة ونحافظ عليها مما يخططه الاحتلال لها”.

النهج الواقعي ليس استسلاماً

وقال حسين الشيخ إن السلطة الفلسطينية تتبنى نهجاً نعتبره واقعية سياسية، وندرك أنه النهج الذي قد لا يتمتع بشعبية كبيرة خاصة في المراحل التي تشتد فيها الإجراءات الاحتلالية.

وأضاف: “أسهل شيء في العمل السياسي أن تكون رفضوياً لكل شيء، وتتسلح بشعارات جميلة جذابة تلقى صدىٍ في آذان الناس، لكنها في الواقع لا تدعم صمود شعب وثباته على أرض وطنه”.

وتابع: “الواقعية لا تعني الاستسلام والانهزام أمام عدوك، وإنما دراسة نقاط ضعف وقوة خصمك، والعكس صحيح بمعنى نقاط ضعفك وقوتك وتوظيفها في إدارة الصراع بما يخدم مصالح وطموحات شعبك وأهدافه الوطنية”.

شاركها.