أمد/ في الطريقِ الذي ..
يمرُّ بين الأرواح،
كان الضوءُ يسبقُ الخطوة،
والخطوةُ تسبقُ الاسم،
والاسمُ لا يعني شيئًا ..
إن لم يترك صاحبُه ..
أثرًا يشبهه…
لأن الروحَ تعرف،
ولأن الصمتَ يكشف،
ولأن النيّةَ ..
أصدقُ من كلِّ قول،
يمشي الإنسانُ بميزانٍ خفيّ،
لا تُمسكه اليد،
ولا تراه العين،
لكنّه يعلو …
أو يهبط …
في قلبِ من يمرّ بهم…
لا يهمّني من تكون…
لأن الضوء..
لا يسألُ الظلَّ عن نسبه،
ولأن القلب …
لا يحفظ الألقاب،
بل يحفظُ الرعشةَ …
التي يتركها العابرون …
على أطرافه….
وبقدرِ معاملتك ،
نعم بقدْرِ معاملتك …
يتّسع الطريقُ …
أو يضيق،
تتفتّحُ الأبواب …
أو تُغلق،
تتنفّس الروحُ …
أو تختنق….
لأن الكلمةَ وحدها…
لا تصنع مقامًا،
ولأن الواجهةَ وحدها…
لا ترفع إنسانًا،
ولأن اللمسةَ العابرة للصمت …
أصدقُ من ألف خطاب،
ولأن النيّة …
تصرخُ…
ولو لم تتكلّم…
أنتَ وزنُك،
لا أكثر…
ولا أقل….
فالإنسانُ يُقاسُ …
بما يتركه في العابرين،
لا بما يرفعه من هتاف،
وبما تفعله روحُه …
قبلَ لسانه،
وبما تقوله يداه …
قبلَ كلامه….
والصدقُ، إن حضر، أضاء،
وإن غاب،
تهاوت الخطواتُ …
كالغبار …
ولأن الكرامةَ …
ليست لافتة،
ولا جدارًا نعلّق عليه الكلام،
بل سلوكٌ يوميّ …
يمشي عاريًا من الادّعاء،
فإن الإنسان …
لا يُرى…
إلا حين يصدق …
