موسم استثنائي في محصول القمح الجزائري
سخرت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والديوان الجزائري المهني للحبوب إمكانيات مادية وبشرية معتبرة لحملة الحصاد والدرس وجمع المنتوج ونقله إلى أماكن التخزين، مع استمرار تقديم التحفيزات للفلاحين المنتجين طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية باقتناء المنتوج بأسعار مشجعة.
أشار مدير دائرة التنمية المستدامة للإنتاج الوطني بالديوان الجزائري المهني للحبوب، عمراني نورالدين، في تصريح لـ””، إلى أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والديوان الجزائري المهني للحبوب يقومان في كل موسم حصاد بتسخير وتجنيد كل الإمكانيات اللازمة للتكفل بالمنتوج، انطلاقا من مناطق الجنوب ثم ولايات الشمال، باعتبار أن حملة الحصاد تشمل جميع ولايات الوطن الـ58 بمساحات متباينة في كل ولاية، ومن أفريل إلى غاية شهر أوت لمدة خمسة أشهر كاملة، حيث انطلقت حملة الحصاد والدرس حسب المتحدث في السابع أفريل الفارط في أقصى ولايات الجنوب، مع تسخير خلال هذا الموسم الفلاحي 500 شاحنة لنقل المنتوج من مزارع الجنوب والمحيطات الفلاحية إلى نقاط الجمع بتعاونيات الحبوب، والبالغ عددها 42 نقطة جمع بعشر ولايات جنوبية، إضافة إلى تجنيد 120 حصّادة تم تحويلها من الشمال إلى الجنوب، وعتاد آخر للشحن ونقل المنتوج في الشاحنات إلى نقاط التجميع والتعاونيات، وكذا الصوامع بالولايات الشمالية، واستغلال أماكن التخزين المسخرة للعملية والمنجزة من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في إطار برنامج إنجاز الصوامع والمخازن لجمع المنتوج.
وتوقع المتحدث زيادة هذا الموسم جمع منتوج البذور إلى حوالي مليوني قنطار، بعدما كانت العام الماضي في حدود 1.5 مليون قنطار تم جمعها بالمنيعة وتيميمون وأدرار وتبسة وخنشلة، تحضيرا لحملة الحرث والبذر المقبلة، بعد التوجه منذ 5 سنوات، أمام شح الأمطار في ولايات الشمال خاصة الغربية منها، إلى تكثيف البذور في مناطق الجنوب، وتموين تعاونيات الشمال بهذه البذور، لتوزيعها على الفلاحين، مع تسخير 610 نقطة تجميع لتقليص المسافات والتكفل بنقل المنتوج إلى أماكن التخزين التي ستتدعم العام المقبل في إطار برنامج 350 مخزن جواري.
“هذا الموسم سيكون استثنائيا”
واعتبر عمراني أن هذا الموسم سيكون استثنائيا بعد الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة ووزارة الفلاحة والتنمية الريفية بالتموين المجاني للفلاحين بالبذور والأسمدة بعد موسم الجفاف عقب استفادة 135 ألف فلاح من البذور بمجموع 2.8 مليون قنطار من البذور و1.5 مليون قنطار من الأسمدة الفوسفاتية والآزوتية، لاسيما أمام توسيع المساحات المغروسة في الجنوب مقارنة بالعام الماضي، بعد دخول مستثمرين جدد ومضاعفة المجهودات، في ظل التحفيزات المقدمة من طرف الدولة لدعم الإنتاج الوطني لاسيما في ولايات أدرار وتيميمون والمنيعة، والبيض والنعامة وبسكرة وجنوب تبسة والوادي، مشيرا إلى أن المبادرة التي اتخذتها الدولة منذ عامين وهي في عامها الثالث، باقتناء المنتوج بأسعار تحفيزية بزيادة تتراوح ما بين 34 و38 بالمائة من السعر الأول، بعدما بات سعر القمح الصلب 6 آلاف دينار عوض 4500 دينار للقنطار، والقمح اللين 5 آلاف دينار عوض 3500 دينار للقنطار، والشعير 3400 دينار عوض 2500 دينار للقنطار، هي تحفيزات كبيرة لمضاعفة المردود والمدخول كون سعر القمح في السوق العالمية لا يتجاوز 6 آلاف دينار، والقمح الصلب يعرف نقصا في السوق الدولية ومحصور في بعض الدول الأمريكية وأستراليا عكس القمح اللين.
وكشف مدير دائرة التنمية المستدامة للإنتاج الوطني بالديوان الجزائري المهني للحبوب تسخير الإمكانيات البشرية في كل موسم، وإمكانية توظيف عمال موسميين لجمع المنتوج في ظرف وجيز، كون عملية الحصاد تنطلق في شهر أفريل بأقصى الجنوب إلى أواخر جويلية وبداية أوت في الشمال، أي لمدة 5 أشهر كاملة لاستقبال المنتوج، باعتبار العمل في كل ولاية وحسب المساحة يتراوح من 40 يوما إلى 60 يوما بتوفر الإمكانيات، رغم العوامل المناخية والزوابع الرملية التي تؤثر على حجم النشاط، مؤكدا توفير على المستوى الوطني 1100 حصّادة، إضافة إلى عتاد الخواص الذي يتجاوز 10 آلاف حصّادة، مشيرا إلى أن الدولة توفر كل الإمكانيات وتتخذ مختلف الإجراءات لمرافقة الفلاحين والمنتجين بتوفير البذور والإمكانيات المادية والبشرية وأيضا الأسعار التحفيزية، من أجل استقبال المنتوج ودعم الإنتاج الوطني والتقليل بالتالي من الكميات المستوردة من الحبوب، باعتبار الديوان هو من يقوم بالاستيراد كذلك لتموين السوق وضبطها.