أمد/ تونس: في خطوة تستجيب لموجة انتقادات حادة أعلنت إدارة مهرجان قرطاج الدولي في تونس عن إلغاء الحفل المقرر للمغني الجامايكي كيماني مارلي بسبب مواقفه من إسرائيل.

وكان من المقرر أن يحي المغني يحيي سهرة يوم الأحد 17 أغسطس الجاري، حيث أوضحت اللجنة المنظمة في بيان نشر على الموقع الرسمي للمهرجان أنها قررت إلغاء العرض وتعويضه بفقرة تكريمية لروح الفنان التونسي الراحل الفاضل الجزيري من خلال عرض فيلمه “ثلاثون”.

كما أكدت أن الجمهور الذي اشترى التذاكر سيتمكن من استرجاع قيمتها ابتداء من الاثنين عبر المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية.

ولم يذكر البيان أسباب الإلغاء بشكل مباشر، لكن وكالة الأنباء التونسية أشارت إلى أن قرار المنظمين جاء عقب ضغط جماهيري كبير على خلفية مواقف سابقة لمارلي، من بينها زيارته لإسرائيل سنة 2013 وإحياؤه حفلا هناك، وهو ما اعتبرته منظمات تونسية موقفا تطبيعيا.

وكانت “الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع إسرائيل “دعت منذ أسابيع إلى إلغاء السهرة، مؤكدة أن الفنان الجامايكي أظهر تعاطفا مع السردية الإسرائيلية وتجاهل نداءات المقاطعة، ما يجعله في خانة المبرّرين لجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني”.

إلغاء عرض مارلي ليس الأول في هذه الدورة، إذ سبقه إلغاء حفل للفنانة الفرنسية هيلين سيغارا بعد جدل مشابه، ما يعكس تصاعد الحساسية الشعبية والرسمية في تونس تجاه أي شكل من أشكال التطبيع الثقافي مع إسرائيل.

ويأتي القرار في ظل سياق إقليمي ملتهب، إذ تشهد تونس منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023 موجات احتجاج أسبوعية ومسيرات تضامنية حاشدة مع الفلسطينيين، بالتوازي مع فعاليات ثقافية ونقابية ترفض التطبيع وتدين ما تصفه بـ”الإبادة الجماعية” التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين.

وتتزايد هذه التحركات مع تفاقم حصيلة الضحايا في غزة، الأمر الذي جعل أي حضور لفنانين أو شخصيات ينظر إليهم كمتواطئين مع إسرائيل موضع رفض اجتماعي واسع في تونس.

شاركها.