أمد/ في قلب مدينة عانت طويلاً من حصارٍ ونزاعات متواصلة، يطل مهرجان غزة السينمائي للأطفال كمساحة صغيرة من الضوء، تمنح أطفال القطاع فرصة للتنفس والإبداع والتعبير عن أنفسهم من خلال الفن السابع. يأتي المهرجان ليؤكد أن السينما ليست مجرد ترف ثقافي، بل أداة مقاومة ناعمة تحفظ الذاكرة وتبني الأمل.
احتفاء بالطفولة رغم الألم
يُقام المهرجان سنويًا بمشاركة مؤسسات ثقافية ومبادرات شبابية تسعى إلى تعزيز حضور الفن في حياة الأطفال. ورغم التحديات اللوجستية والانقطاع المتكرر للكهرباء وندرة الموارد، يصرّ المنظمون على إقامة الفعالية باعتبارها رسالة إنسانية قبل أن تكون حدثًا فنيًا.
يُعرض في المهرجان مجموعة من الأفلام القصيرة والرسوم المتحركة التي تُنتج خصيصًا للأطفال، سواء من داخل غزة أو من دول عربية وأجنبية تشارك دعمًا لأطفال القطاع. وتتناول هذه الأفلام قضايا قريبة من واقع الطفل الفلسطيني مثل الصمود، الأسرة، الأمل، والحق في الحياة والتعليم.
ورش تدريبية وصناعة جيل جديد من المبدعين
لا يقتصر المهرجان على العروض السينمائية فحسب، بل يشمل ورش عمل في كتابة السيناريو، والتصوير، والمونتاج، والتحريك، بما يتيح للأطفال فرصة تعلم أدوات صناعة الفيلم منذ الصغر. ويشرف على هذه الورش صانعو أفلام فلسطينيون وشركاء دوليون يقدّمون خبراتهم لدعم الجيل الناشئ.
وتوفر هذه الورش مساحة للطفل ليتحدث عن نفسه ويحوّل مشاعره إلى صور وحكايات، في محاولة لتخفيف آثار التجارب القاسية التي يعيشها.
رسالة إنسانية من غزة إلى العالم
يحمل المهرجان رسالة واضحة للعالم: الأطفال في غزة يستحقون الحياة، وصوتهم يجب أن يُسمع. ومن خلال السينما، يتمكن هؤلاء الأطفال من مشاركة قصصهم مع جمهورٍ عربي وعالمي يتابع المهرجان عبر منصات التواصل أو من خلال شاشات صغيرة تُنصب في مخيمات المدينة وأحيائها.
تحديات لا توقف الإرادة
رغم كل ما يمر به القطاع من أزمات، ينجح المهرجان في كل دورة في استقطاب مشاركات جديدة وتنظيم عروض مبهجة، تُعيد للأطفال لحظات من الفرح وتفتح أمامهم أبواب الخيال التي تُحاول الحرب إغلاقها.
