أمد/ نيويورك: ألقى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مساء يوم الجمعة خطابا بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وسط مقاطعة عشرات الوفود الدبلوماسية من القاعة.
وقال في خطابه، إن “بقايا حماس لا تزال في مدينة غزة، وعلينا إنهاء المهمة في أسرع وقت. إذا سلمت حماس سلاحها فسننشئ سلطة مدنية في غزة لا تعادي إسرائيل”.
وخطاب نتنياهو حركة حماس قائلا “ألقوا أسلحتكم وأطلقوا سراح جميع المختطفين الآن للبقاء على قيد الحياة، وإلا فإننا سنواصل مطاردتكم”مضيفا “إذا وافقت حماس على شروطنا فإن الحرب ستنتهي الآن”.
وتابع “أعدنا 207 مختطفين لكن هناك 48 مختطفا لا يزالون في أنفاق غزة بينهم 20 على قيد الحياة، وأقول لهم إننا لن نستسلم ولن ندخر جهدا حتى نعيدكم إلى منازلكم”.
واعتبر نتنياهو، أن “الكثير من القادة حول العالم رضخوا لضغط الإسلاميين المتطرفين، إذ أن قادة فرنسا وبريطانيا وأستراليا وغيرهم اعترفوا بدولة فلسطينية من دون شروط، وأقول لقادة الغرب إن إسرائيل لن تسمح لكم بالعمل على إقامة دولة فلسطينية”. مشيرا إلى أن “إعطاء الفلسطينيين دولة على بعد ميل من القدس بعد السابع من أكتوبر ضرب من الجنون لن نقبله أبدا”.
نتنياهو يهاجم السلطة الفلسطينية ويتطرق إلى المفاوضات مع سورية ويدعو لبنان لمفاوضات مباشرة
وهاجم السلطة الفلسطينية بالقول، إن “رفض الدولة اليهودية لا ينطبق فقط على حماس بل على ما تسمى بالسلطة الفلسطينية، وقد قال قادة الغرب لي إن السلطة ستصلح الأمور لكن هذه السلطة فاسدة ولا تفي بوعودها”.
وتطرق نتنياهو إلى المباحثات المباشرة الجارية بين تل أبيب ودمشق، قائلا “بدأنا مفاوضات مع الحكومة السورية، وأنا أؤمن بإمكانية إبرام اتفاق سلام معها”.
كما دعا لبنان إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقال إنه “إذا تمكنت الحكومة اللبنانية من نزع سلاح حزب الله، فإن السلام سيحل بيننا وبين لبنان”.
انسحاب عدد كبير من الوفود المشاركة في الجمعية العامة مع بدء خطاب نتنياهو
انسحب عدد كبير من الوفود المشاركة في المناقشات العامة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الـ80، من القاعة الرئيسية، فور اعتلاء رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنصة لإلقاء خطابة.
ويأتي هذا الانسحاب، احتجاجا على ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة بحق شعبنا خاصة في قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات آلاف غالبيتهم من النساء والأطفال.
وشهدت شوارع مدينة نيويورك، مسيرة حاشدة شارك فيها آلاف المتظاهرين دعما لغزة، بالتزامن مع خطاب نتنياهو، معربين عن رفضهم لهذه الخطوة.
ورفع المشاركون شعارات تدعو لاعتقال نتنياهو، ولوقف حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإغاثة المدنيين، حيث رفعوا الأعلام الفلسطينية، والشعارات المؤيدة لفلسطين.
في المقابل، فإن هناك تطورا دبلوماسيا لافتا في الدعم الدولي لفلسطين، حيث شهدت الأمم المتحدة الإثنين الماضي، اعتراف مزيد من الدول بدولة فلسطين.
وانضمت المملكة المتحدة، وفرنسا، وأستراليا، وكندا، والبرتغال، وبلجيكا، ومالطا، ولوكسمبورغ، وأندورا، وموناكو، إلى قائمة طويلة تضم أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء الأمم المتحدة الذين أعلنوا اعترافهم الرسمي بدولة فلسطين، انطلاقا من التزامهم بحل الدولتين، ومساعيهم إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط.
ومع موجة الاعترافات الحالية، يبلغ عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين 159 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة.
وتشمل قائمة الدول المعترفة بدولة فلسطين، دولا تمتلك ثقلا سياسيا واقتصاديا على الساحة الدولية، من أبرزها: روسيا والصين وتركيا والهند وجنوب إفريقيا وفنزويلا والبرازيل والسويد وبولندا والمكسيك والفاتيكان والنرويج وإيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا والبرتغال والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وأستراليا.
يشار إلى أن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد هذا العام تحت عنوان: “معا بشكل أفضل: 80 عاما وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان”، تستمر حتى يوم السبت 27 أيلول/سبتمبر، وتختتم يوم الاثنين 29 أيلول/سبتمبر 2025.