من “هآرتس” العبرية إلى كيربي الأمريكاني: اكذب ولكن قليلا!
أمد/ كتب حسن عصفور/ ليس مفاجئا أبدا، ان يخرج أحد الناطقين باسم “الإدارة الصهيونية” في البيت الأبيض مدافعا عن دولة الاحتلال وحربها الاقتلاعية على فلسطين، ارضا وبشرا، لكن ما لم يكن متوقعا أن يقوم الناطق باسم “مجلس الأمن القومي” الأمريكي جون كيربي بنفي مطلق لارتكاب جيش الفاشية اليهودية جرائم حرب في قطاع غزة، خلال الـ 461 يوم.
ألا يعترف كيربي فهذا منطقي جدا، بصفته أحد “اركان مجلس الحرب” الذي يدير العدوانية على قطاع غزة من واشنطن، لكن أن يقفز العقل لإنكار ما لا ينكر مع وجود كل وسائل كشف الكذب السريعة، فذلك ليس “دفاعا” عن جرائم إبادة فحسب، بل قمة السذاجة والغباء السياسي لشخصية يفترض أنها لا تعيش في نفق خارج الكون المتحرك.
ولأن “إدارة البيت الأبيض الصهيونية” لا تثق في تقارير الجنائية الدولية، وما أصدره المدعي العام لها البريطاني كريم خان، حول ارتكاب دولة الفاشية المعاصرة جرائم حرب وإبادة، ما دفعهم لوضع نتنياهو وغالانت على قائمة المطلوبين للعدالة، ولا يثق في تقارير “العفو الدولية” و “هيومن رايتس ووتش”، وهي أسلحة أمريكا في زمن ماض ضد المنظومة الاشتراكية حول حقوق الإنسان، ولا تثق أيضا بتقارير اليونيسف والصليب الأحمر، ولا برنامج الغذاء العالمي وهو منظمة أمريكية، أو “أكشن أيد”، ولا بتقارير مركز “بتسيليم” الحقوقي الإسرائيلي، وقبل كل ذلك، تصريحات ساسة أوروبيين هم أول من قال، ما يحدث في غزة فاق ما كان في ألمانيا.
لتعتبر “إدارة البيت الأبيض الصهيونية” وناطقها كيربي، كل ما يقال مجرد “أكاذيب”، وأن تدمير غالبية قطاع غزة تدميرا “إزاليا” وليس هدما، وهي منتج أفلام على الطريقة الهوليدية، وأن عشرات آلاف القتلى رقم تهويلي، فلنذهب إلى تقرير نشرته صحيفة عبرية يوم الأربعاء 8 يناير 2025، بكل اللغات المتاحة، حول رفض حكومة نتنياهو أن تقوم الأمم المتحدة في التحقيق ما قالته إنها “جرائم حماس الجنسية” ضد الرهائن، وهي القضية التي عرضها مندوب الفاشية المعاصرة أكثر من مرة من على منصات الأمم المتحدة.
ما قالته الصحيفة العبرية ليس خبرا عابرا لكنه تحقيق مطول، لم تجرؤ حكومة نتنياهو أن ترد عليه أو تكذبه، كونه يستند إلى تقرير أممي، يمكن لكيربي أن يطلبه من الشخصية المكلفة بالتحقيق الأممي السيدة براميلا باتن، ويتأكد عن سبب رفض حكومة نتنياهو، لأنها لا تريد لبعثة الأممية أن تحقق في جرائمها ضد “الأسرى الفلسطينيين”، وليس كل جرائم الإبادة.
مثال عملي لا يحتاج كثيرا من القراءة ليكتشف الناطق باسم “مجلس الحرب الصهيوني في البيت الأبيض”، أن جرائم دولة الفاشية المعاصرة هي الحدث اليومي في فلسطين، سواء منها “الإبادة الاقتلاعية” في قطاع غزة أو “الاقتلاعية التهويدية” في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وجهان حرب هي الأشمل على الشعب الفلسطيني وأرضه منذ النكبة الأولى مايو 1948.
ماذا لو طالبت فلسطين، بتشكيل لجنة تحقيق من “أعضاء كونغرس أمريكي” برئاسة النائب بيرني ساندرز وهو “يهودي الديانة”، لذا سيصعب جدا اعتباره “معاديا للسامية”، كما يحلو لحكومة الفاشية المعاصرة في تل أبيب وصف كل من يرى الحقيقة السياسية، وله أن يختار فريقه المهني والسياسي، ويمنح صلاحيات كافة بالوصول إلى كل المواقع في قطاع غزة، والأسرى هنا وهناك، لجنة أمريكية بقيادة نائب بارز من نواب الحزب الديمقراطي، يكون تقريرها وثيقة تقدم إلى الجنائية الدولية، كمضاف لما لديها.
صحيح أن “إدارة الحرب الصهيونية في البيت الأبيض” ستنقلع خلال عشرة أيام، لكن مسارها السياسي الانكاري لوجود “إبادة جماعية” و”حرب اقتلاعية” لن يذهب معها، ما يتطلب فلسطينيا التحرك الفوري المضاد.
المعركة الوطنية في فلسطين، يجب أن تذهب لاستخدام كل المسارات المتاحة، مع تنامي حملة مطاردة دولة الفاشية اليهودية، التي باتت واقعا وليس رغبة بعد حادثة البرازيل، ما يتطلب الإعلان الواضح للدول العربية بأن سلوك البعض “التعاوني” مع العدو الفاشي يكسر حركة المطاردة لحكومة حرب الإبادة والاقتلاع.
ليس مطلوبا من بعض دول العرب أن تكون كالبرازيل وغيرها من دول أعلنت أنها ستطارد مرتكبي جرائم الحرب لو دخلوا أراضيها، ولكن أيضا ألا تكون كـ “ميكرونيزيا” تستقبلهم بالأحضان.
ملاحظة: حرب مولعة بين وزير جيش العدو “كاتس” ورئيس الأركان “هاليفي”..حرب شكلها مش حتنطفي غير أنه واحد فيهم ينطفي من محله..عفكرة كتير حلو متابعة شو بيحكي هذا عن هذاك..الاستمتاع بشتايمهم على بعض متعة تعويضية لبعض جرايمهم..كمان فيها شوية فضايح استفيدوا منها يا فلسطينية..
تنويه خاص: يوم 8 يناير 2025 رحل القائد الوطني الكبير عبد الرحمن عوض الله، إنسان شيوعي عاش لفلسطين دون غيرها..انحاز للوطنية وهو مشبع بروح الكفاح الأممي..اختار الفعل قبل الكلام..لم ينزلق يوما لمسار يحرفه عن طريق الوطنية والتقدمية فكرا، والشيوعية خيارا.
رحل أحد علامات الشيوعيين في فلسطين..نخلة من نخيلها يتوالد منها نبتا ثوريا سيبقى خالدا خلود الوطن والأرض والإنسان..سلاما لك أيها الإنسان..وداعا أبو حيدر.
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص