من مخيمات الضفة الغربية المحتلة إلى صعدة: من نيران الإبادة إلى صواريخ الكرامة

أمد/ من غزة التي نُحِرت في ظل صمت العالم، من بين أنقاض البيوت ودماء الأطفال، من بحرٍ صودرت مياهه .. وسماءٍ استُبيحت مرارًا.
يا أهل اليمن، يا أبناء العزة الذين لا يساومون… على غزة..
حيث ارتكبت آلة الحرب الصهيونية مذبحة العصر، جاء ردّكم… لا بيانات، لا استنكارات، ولا كلام منمق، بل صواريخ…
لا تنديدات، بل عمليات نوعية أربكت حسابات العدو وأعادت ترتيب اولوياته وتكتيكاته وربما استراتيجياته.
غزة التي عاشت الإبادة، من دير البلح إلى خانيونس، من جباليا إلى الشجاعية، سمعنا صدى صواريخكم حتى من رام الله ..
وهي تخرق صمت العواصم، وتكتب بلغة النار: فلسطين ليست وحدها، وغزة لن تباد ونحن نراقب.
من المخيمات التي لا تموت، من الدهيشة ، جنين، نور شمس، الفوار ، العروب ، كلها حتى وصولا للبنان و العراق و المخيمات التي تعلّمت النضال من رائحة البارود” لا من حبر المؤتمرات” .. ارسل رسالتي و بأسم الاغلبية الصامتة التي لا تحتاج لإستبانة و تصويت .. نحن أبناء الثورة الدائمة، نعرف من معنا ومن علينا، نميّز الموقف من الخداع، ونفهم جيدًا أن اليمن لم يتحرّك في لحظة عاطفية، بل في لحظة وعي والتزام وقرار.
يا يمن الكبرياء، يا من جعلتم من صعدة ومن صنعاء قلاعًا، كنتم الجبهة التي لم تُشترى ولن تباع ..
الصوت الذي لم يتلعثم، والموقف الذي لم يرتجف. أطلقتم صواريخكم لا لتفاوضوا،
بل لتقولوا: مَن يقصف غزة سنقصفه، مَن يحاصر فلسطين سنحاصره .
في زمن كانت فيه دولٌ عربية و حتى “اشياء” برجوازية “وطنية” تغازل العدو، وتلهث وراء فتات التطبيع، كنتم أنتم رأس الحربة في معركة الكرامة، لا بالشعارات بل بالفعل.
أوقفتم السفن، هددتم الممرات، وأعدتم للمعنى الثوري هيبته كما الحداد وديع .. من احتل السماء وقتها و ها انتم تحتلون البحر و الطريق .. لم تبحثوا عن وساطة ولا منصة، بل صنعتم معادلة عنوانها: من اليمن تبدأ الهزيمة الجديدة للمحتل.
لا ننسى من رفع الراية قبل أن تُولد المبادرات..
حزب الله، هذا “الوجودي المحتم ” المقاوم الذي كسر هيبة الجيش الذي لا يُقهر وقائده السيد حسن نصرالله، الامين … و الذي وصفه الكاتب و المناضل الثوري .. العنيد .. رشيد شاهين “ان لن يأتي مثله ربما لمئات السنين” ..
نعم، من صعدة، انطلقت عاصفة الردّ، لا من غرف الفنادق ولا من أبراج البترودولار ولا من رام الله .
يا أهل اليمن، أنتم في مركز المعركة، أنتم من حوّل الجوع إلى سلاح، والحصار إلى عزيمة. أنتم مدرسة جديدة في المقاومة، تُعلّمنا أن الفقر ليس عائقًا، بل محرّضًا، وأن السيادة لا تُشترى، بل تُنتزع.
نحن في غزة، في القدس، في جنين، في الدهيشة، نكتب إليكم لا بصفتكم متضامنين، بل شركاء دم وبارود. نعلّم أبناءنا أن في جنوب الجزيرة رجالًا لا يُطأطئون الرأس، وأن من صعدة إلى الضاحية الجنوبية، محورًا يرتفع على جثث الصمت العربي.
من فلسطين كلّها، من الدم النازف والمعاناة المستمرة، نبعث عهدنا معكم… في وجه الإمبريالية، في وجه الصهيونية، في وجه الخيانة.
شكراً ، يا أهل اليمن، ومعكم كل شريف على هذه الأرض…
حتى النصر، أو الشهادة.
من غزة، ومن مخيمات الضفة ومن كل أرض لا تنحني عاشت مقاومتنا الباسلة وراء العدو في كل مكان… و حيثما وجدت مقاومة وجدت كرامة.