اخر الاخبار

من حكايات الحرب على غزة

أمد/ “صاحبة الفستان الأَحمر”

على مقربة من القصف الهمجي لشارع عمر المختار، أخرج أحد التجار من بين حطام متجره المدمر  فستان سواريه أحمر قائلاً :

فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان بالعام 2021 تجادلت  فتاة جميلة حول سعر الفستان ذو اللون الأحمر تريد ارتداؤه فى حفل زفافها .

كان ذلك قبل موعد زفافها بعدة أيام قليلة، لقد كانت الفتاة بارعة فى الفصال مثل براعتها فى تحقيق  حلمها وإظهار بهجتها، وحماسها بإقتراب يوم زفافها، فقد حجزت الفستان الأحمر بأقل من نصف ثمنه، وكانت إبتسامة الفرح تعلو وجهها، وهى تنظر إلى خطيبها، نظرة إنتصار .

وقالت له ضاحكة سنكافح معاً لنبني بيتنا الصغير بأقل التكاليف ونملؤه حب وسعادة ، تلك هى المرأة الفلسطينية التي عاشت شتى أنواع العذابات من حروب وحصار ومعاناة لذلك علمتها الحياة أن تكون متزنة فى كل شيء تخوفا من الحاضر والمستقبل، وقالت فإذا ما قصفه الإحتلال لن نحزن عليه كثيرا .

قالت هذا وكأنها تَقرأ المستقبل. كان من المفترض أن تزف الفتاة الجميلة إلى عريسها ثالث أيام عيد الفطر السعيد .

لكنها لم تأت لتأخذ الفستان ..؟!

سأل عنها البائع وتمني أن تكون قد نجت من القصف الهمجي كما نجى فستانها، لكن يبدو أن الفستان كان أكثر حظاً منها، فلم يمنحها القصف المجنون من الوقت ولو ليلة واحدة، لتنعم بالبهجة والحب .

ثم قرر صاحب المعرض قائلاً: سيظل فستانك يا صغيرة معلقاً هنا مكتوب عليه ليس للبيع .

هو ذكري لفتاة جميلة، حلمت ذات يوم أن ترتديه يوم زفافها، لكن هولاكو العصر أراد لها أن ترتدي كفناً أبيضاً، وأن تحتضنها جدران القبر .

ولكن الأكثر حزناً أنه وبعد عامين عادت الحرب مجدداً لتذمر المعرض وتحرق الفستان ويموت صاحب المعرض، وهكذا ماتت الفتاة وحرق فستانها الأحمر وهدم المعرض ومات صاحبه وبقينا نحن بالقلم ذو الحبر الأسود الممزوج بالدم الأحمر نروى لكم حكايه من حكايات الحرب على غزة التى ما زالت تنزف، وكم من عروس حلمت بليلة زفافها وماتت ليلة عرسها وكم من أم حلمت بقدوم طفلها الرضيع ومات بعد ساعات من ولادته أمام عينيها بقنابل أهداها لهم دعاه السلام، وكم من أحلام قتلت بداخلنا قبل تحقيقها، إلى متى ونحن ندفن أحلامنا وكل شيء جميل فينا !؟

ولكننا سنكتب هنا دفنت أحلامنا ومن هنا نبدأ باستعادة آمالنا، هنا غزة أرض السلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *