من اشد الحروب فتكا ؟؟؟؟
أمد/ الحروب ألحديثه هي التي تعتمد على الحروب النفسية وحروب الجواسيس وحروب الإعلام المفبرك وحرب الاشاعه وهي اشد خطرا وفتكا من حروب الطائرات والدبابات والمدفعية ، لقد استخدم الإنسان ومنذ القدم أساليب ووسائل متعددة للسيطرة على أفكار ومعنويات غيره وتسخيرهم وفق مشيئته .
هناك العديد من الوقائع التي تدلل على خطر الحرب النفسية او حرب ألكلمه وهي موجودة منذ أن وجد الصراع البشري ، لكن مصطلح الحرب النفسية كمصطلح لم يظهر إلا بعد الحرب العالمية الثانية ، أطلق الإعلاميون عليها حرب ألكلمه وهي تتضمن مصطلحات وتسميات عديدة منها مصطلح الحرب النفسية وهي الأكثر شيوعا من بقية التسميات وهي حرب غسل الدماغ وحب المعتقد ، وكذلك مصطلح الحرب الباردة والحرب السياسية ، وحرب الأعصاب ، وتشمل الحرب النفسية وهي الاستخدام المدبر لأحداث وفعاليات معينه ومعده سلفا للتأثير على أراء وسلوك مجموعه من البشر بهدف تغيير مفهوم هذه ألمجموعه أو تلك لخدمة أهداف الغير وهذه الحرب بمعناها الواسع استخدام علم النفس السيكولوجي من خلال استخدام الدعاية والاشاعه والمقاطعة ألاقتصاديه والمناورة السياسية ، بهدف التأثير على المعنويات وإحباط همة الشعوب ضمن سياسة الاستيعاب والاستقطاب لمصلحة العدو .
والحرب النفسية تعتبر اشد إيلاما واقل تكلفه من الحروب التقليدية ،مناحيم بيغن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني السابق وفي احد مؤلفاته ،: يجب أن نعمل ولنعمل بسرعة فائقة قبل أن يستفيق العرب من سباتهم فيطلعوا على وسائلنا الدعائية فإذا استفاقوا ووقعت بأيديهم تلك الوسائل وعرفوا دعامتها وأسسها فعندئذ سوف لا تفيدنا مساعدات أمريكا وتأييد بريطانيا وصداقة ألمانيا عندها سنقف أمام العرب وجهاً لوجه مجردين من أفضل أسلحتنا المتمثلة بحرب الدعاية وفن التلاعب .
والحرب النفسية هي احد الأركان الاساسيه في الحرب الشاملة التي تقودها وتشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني ، حيث أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تبرع في حرب الدعاية والشائعة ، وان هناك من يتساوق مع الحرب الاعلاميه التي تضر في شعبنا الفلسطيني وتمس في مقومات صموده وتخدم العدو الصهيوني ، هذه الحرب احد أهم أدواتها الاعلام كالصحافة أو القنوات الفضائية أو الانترنت و وسائل الإعلام المختلفة ، الحرب النفسية أكثر خطورة من الحرب العسكرية لأنها تستخدم وسائل متعددة ,ولأنها توجه تأثيرها على أعصاب الناس ومعنوياتهم ووجدانهم .وفي الغالب تكون مقنعة بحيث لا ينتبه الناس إلى أهدافها .
وتعتبر حرب الاشاعه وفبركة الأخبار عبر العديد من وسائل الاعلام الحديث احد أهم أدواتها ويصنف علماء النفس الإشاعات إلى ثلاثة أصناف رئيسية هي إشاعة الخوف ،وإشاعة الأمل،وإشاعة الحقد مع التأكيد على أن الإشاعة تسري في جسد الشعب الضعيف الأعصاب كسريان النار في الهشيم ، والشائعات كما عرفها جيمس دريفر بأنها قصة تدور في مجتمع معين تعلق عن حدث معين وفى اللغة شاعت القطرة من اللبن في الماء و تشيّعت تفرقت .
من هذه التعريفات يتبين لنا ماهية الإشاعة وكيف تنشأ ؟حيث أنها إما قصة مختلقة على قصص وهمية أخرى كتلك الشائعات التى تدور حول الجن وأرجلها وأشكالها أو قصص وهمية بعد كوارث مثل الشائعات التي دارت حول المفاعل النووي في جزيرة “ثري مايل” في بنسلفانيا او تلك التي أثيرت حول الهولوكوست أو ما أثير عن أنفلونزا الطيور في مصر وال كورونا وتلك الأكاذيب والدعاية الكاذبة واختلاقها لتبرير ما يرتكب من جرائم في غزه ، وهناك الكثير من الامثله والنماذج لحرب الاشاعه التي تقوم حكومة الاحتلال الإسرائيلي وصحافته ووسائل إعلامه ببثها ضمن محاولات التشكيك بوحدة الشعب الفلسطيني وضمن هدف بث الفرقة للوصول إلى ترسيخ الفرقة وفلسلطنة الصراع والانقضاض على الموقف الفلسطيني ، ولعل استخدام الشائعات فى الحروب يعد نوع من انواع التكتيكات النفسية أدت إلى تأكيد بعض الأمور الغير صحيحة مثلما حدث مع اليهود فى ترويجهم للهولوكوست هى بالقطع ليست كما وصفوها وإنما لاستخدامهم أسلوب الشائعات مع إعلام جيد استطاعوا أن يقنعوا كثير من البلدان بصحتها مع عملية التهويل أو مثل تلك الأكاذيب التي نشرتها الولايات المتحدة الأمريكية قبيل احتلال العراق أو أفغانستان فالشائعات تسبق كل الحروب عادة .ويرجع انتشارها بهذه السرعة كنتيجة طبيعية للخوف الذي يسود من جراء الكارثة ، وتعد حرب الشائعة من اخطر الحروب النفسية توجه ضد الشعوب ولخدمة أهداف العدو ضمن محاولات الانقضاض على وحدة المجتمع وإسرائيل تتقن الحروب النفسية وتتقن عملية الخداع وحرب الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني حيث الحروب النفسية هي احد أهم أدواته للتأثير على صمود الشعب الفلسطيني ومحاولة كسر إرادة الصمود للشعب الفلسطيني .
هناك خطر يتهدد وحدة الشعب الفلسطيني من خلال الحرب النفسية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني ولا بد لنا من مواجهة الحرب الاعلاميه والنفسية لتفويت ألفرصه على المتربصين بشعبنا ووحدته ومواجهته ومقاومته للعدوان الإسرائيلي وحرب الاباده في غزه والضفة الغربية والقدس ، وهنا تقع المسؤولية على أصحاب القرار في ضرورة مكافحة نشاط الطابور الخامس حيث ظهر هذا التعبير خلال الحرب الاهلية الاسبانية عندما قال الجنرال (مولا ) أحد قادة فرو نكو ( إن أربعة أرطال تتقدم على مدريد للاستيلاء عليها ولكن هناك رتلاً خامساً كاملاً داخل المدينة له القابلية على انجاز ما لا يستطيع أي رتل انجازه )والرتل الخامس (الطابور الخامس) سلاح فعال مهمته تحطيم كيان الأمم من الداخل بإضعافها وتفتيت شملها بالإشاعات والأراجيف لإثارة الفزع بين صفوف المواطنين و إثارة النعرات القومية والطائفية والعرقية بينهم والقيام بأعمال الشغب والتخريب التي تخلق الفوضى.
ان مثل هذا النوع من الحروب ينبغي مواجهته بشدة وصرامة واتخاذ التدابير اللازمة لوقف نشاطه بالتنسيق مع فعاليات الحرب النفسية الأخرى وفي مقدمتها الإعلام الذي تقع عليه مسؤولية كبيرة بالكشف عن أهداف العدو أمام الرأي العام المحلي والعالمي كوسيلة من وسائل الدعاية المضادة إضافة الى اعتماد مايلي :
أولا وجود منهاج توعية شامل يستهدف تنمية الشعور بالمسؤولية لدى المواطنين مع توضيح دقيق للدور الخطير للمجموعات المعادية وإيضاح وسائلهم وأساليبهم التخريبية
ثانيا تحقيق الوحدة الوطنية المتماسكة وقطع الطريق على محاولات زرع بذور الفرقة وقد أثبتت الأحداث في العالم وفي العراق بعد أحداث 2003 إن الشعب المفكك الأواصر يكون خير مرتع للأعداء ومهما كانت تسمياتهم
ثالثا اتخاذ تدابير كفاءة لمواجهة الإشاعة من أهمها إطلاع الشعب بشكل صادق على ما يجري بعيداً عن أساليب الخداع والمراوغة التي سرعان ما يكتشفها الشعب
رابعا وضع سياسة إعلامية وطنية موحدة للشعب والتحذير من محاولات إشاعة عوامل الفرقة والتناحر بين أبناء الوطن الواحد والتصدي لمثل تلك المخططات التي تسهل للأعداء تحقيق مآربهم
خامسا مد جسور الثقة بين الشعب والسلطة وتعميقها والتواصل الحقيقي مع المواطنين والاستماع إلى شكاواهم وآرائهم ومناقشتها معهم .
ان الحرب الاعلاميه التي تستهدف امتنا العربية تستهدف المس بهذه ألامه وفي مقومات وحدتها ، وان هناك حرب اعلاميه من نوع آخر تستهدف المس بقدسية القضية الفلسطينية وشيطنة هذه القضية لإبعاد العرب عن أهم أولوياتهم في الصراع مع إسرائيل ، هناك حرب إعلاميه شرسة تستهدف التشكيل بوحدة الشعب الفلسطيني وبوحدانية التمثيل الفلسطيني وتستهدف البنية الاجتماعية الفلسطينية وكل ذلك ضمن محاولات الانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني بهدف فلسلطنة الصراع وإبعاد العرب او تخليهم عن القضية الفلسطينية .
إن أهداف الحرب الاسرائيليه على الشعب الفلسطيني في غزه حيث الحرب الاعلاميه وحرب الاشاعه المترافقة مع هذه الحرب القذرة وان هدف الحرب الاعلاميه هو أن حرب إسرائيل على غزه هو القضاء على الإرهاب المتمثل في حماس والجهاد الإسلامي وان إسرائيل لا تحارب السلطة الوطنية الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني وان هذا الأسلوب الإعلامي هو ضمن الحرب الاعلاميه النفسية وضمن محاولات تأليب الفلسطينيين بعضهم ببعض باستعمال كل وسائل الترهيب والترغيب في سياق حمله إعلاميه هدفها تصفية القضية الفلسطينية واستهداف الشعب الفلسطيني وضرب الفلسطينيين بعضهم ببعض ، ان التصدي لهذه الحرب تتطلب من أصحاب القرار بوقف كل الخطاب الإعلامي الذي يتساوق والحرب الاعلاميه الاسرائيليه وتصويب الخطاب الإعلامي الفلسطيني وتوحيد الجهد الفلسطيني للتصدي لهذه الحرب النفسية التي هي اشد فتكا من الحروب العسكرية ، ولتكن لنا في ذلك عبره في قول الله تعالى
( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )