أمد/ غزة: لم تعد قنابل الاحتلال الإسرائيلي وحدها هي التي تهز غزة، فقد انفجرت اليوم قنابل الانقسام الداخلي في قلب حركة حماس، مهددا بتحويلها من كتلة موحدة إلى أشتات متصارعة. شاشات “إكس” تحولت إلى ساحات معركة، وبيانات الحركة الرسمية فقدت هيبتها، ودماء الشهداء صارت ورقة تُستغل في صراع الزعامات. في ظل هذه الفوضى، يطرح المراقبون سؤالاً محوريًا: هل نشهد أفول نجم الحركة؟

التمزق الرقمي: حرب التغريدات تكشف المستور

بسم الله الرحمن الرحيم

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”

إلى أبناء شعبنا تحت الركام، وأبناء الشهداء، وأبناء الأمة في كل مكان، وإلى كل من يهمه مشروع غزة…


— خالد منصور (@mansourgaza) October 30, 2025

ما بدأ كهمسات خافتة في الكواليس انفجر فجأة على المنصات الرقمية، حيث تحولت حسابات الدعم للجناحين إلى قنابل موقوتة تتفجر غضبًا وحقدًا. فقد هاجم الناشط الحمساوي صادق عز الدين خالد مشعل باتهامات مباشرة بالقول: “يتاجر بدماء أطفال اليمن”، فيما رد حساب “العصفورة” الموالي للجناح الداخلي بشن هجوم عنيف على ما يسميه “عصابة الضرار في الدوحة”.

ولم تتردد نسرين رزاينة في فضح ما تصفه بـ”انشغال القادة الخارجيين بالكفالات والمصالح الشخصية”، بينما هدد الحساب الغامض “تجارة الكون” بكشف ما يسمى “انقلاب السنوار” ضد مشعل. 

وفي تعليق صادم، يقول طارق التميمي: “حماس تتحول إلى فصيلين متصارعين: جناح سني يحاول الحفاظ على هويته وآخر يتجه نحو التبعية لطهران.. والسؤال المحوري: أين مصلحة غزة وشعبها من كل هذه الصراعات؟”

خالد مشعل كان يقف خلف بيان حركة حماس الذي أيدت فيه عاصفة الحزم السعودية ضد اليمن وأطفال صنعاء..

بيان الحركة ضدي طعن في عرضي الذي أتصدق به الآن وفوراً وأهبه لدماء قادة وكوادر وأبناء الحركة المعطاءة التي ننتمي إليها ونسير في طرقها الوعرة منذ نعومة أظفارنا.. لكن من يتصدق على مشعل… https://t.co/gZY1pjbXkj


— صادق عز الدين غزة (@SadeqGaza) October 30, 2025

البيان الفاشل: عندما يفقد القائد سيطرته

جاء البيان الرسمي للحركة، الذي كان من المفترض أن يهدئ الأوضاع، كالصاعقة على الجميع، إذ زاد من حدة التوتر بدلاً من تخفيفه. حاول البيان إنكار الواقع ووصف الحسابات المنتقدة بأنها “مشبوهة وتعمل لصالح الاحتلال”، في محاولة يائسة لتجميل الصورة.

هل تتحول حماس إلى حماسين؟

في ظلّ التصدع الداخلي الذي يضرب صفوفها، يبدو أن الحركة تسير نحو انقسامٍ عميق بين جناحين متناقضين في العقيدة والاتجاه:

الأول، الجناح السني الذي يتزعمه خالد مشعل، متمسكًا بالبعد الإسلامي السني

والثاني، الجناح المبايع للخامنئي بقيادة خليل الحية، الذي اندمج… pic.twitter.com/Rm1Df3R3nL


— طارق أسعد التميمي (@TAMIMITAREQ74) October 31, 2025

لكن الرد جاء أقوى من كل التوقعات، حيث هاجم خالد منصور البيان قائلاً: “لقد حولتم منصة الحركة إلى أداة تشبيح.. تتاجرون بدماء الشهداء وتستخدمونها ورقة في صراعاتكم الشخصية.”

الصراع الوجودي: من يملك شرعية التمثيل؟

الصراع في حركة حماس اليوم تجاوز الخلافات التقليدية ليصبح معركة وجودية بين مشروعين متناقضين: مشروع الخارج بقيادة خالد مشعل، ومشروع الداخل بقيادة خليل الحية. وفي هذا السياق، يطرح طارق التميمي سؤالًا وجوديًا: “ماذا جنت غزة من هذا التحول الطائفي؟ أين النصر الذي وعدونا به؟ وأين الكرامة التي رفعوها شعارًا؟”

فضائح أخلاقية تهز أركان الحركة

لماذا تهاجم ( عصابة الضرار ) ومرجعياتهم، القائد الهمام والبطل المقدام عزالدين الحداد

لاحظت مصادرنا المطّلعة. أن حملة إعلامية منظّمة تستهدف القائد الهمام ، والبطل المقدام عزالدين الحداد ( القائد العام لكتائب عزالدين القسّام) .

وكانت المفاجأة أن الجهة التي تقف وراء الحملة ، هي (… pic.twitter.com/qusrir1dYV


— العصفوره ( small bird ) (@s8051683) October 25, 2025

الانهيار الداخلي لا يقتصر على الخلافات السياسية فحسب، بل امتد ليشمل فضائح أخلاقية تهز الضمير. كشف خالد منصور عن اتهام فتاة بريئة بالعمالة ثم التراجع عن ذلك بعد اكتشاف أن شقيقها قيادي في الحركة، ما يطرح سؤالاً محرجًا: أين المبادئ الإسلامية التي ترفعها الحركة شعارًا؟ وأين الضمير الثوري الذي يفترض أن يتحلى به من يدعي القيادة والزعامة؟

النهاية المحتملة: العودة إلى الجذور أم الانهيار الكامل؟

ها هي حركة حماس تدفع ثمن تناقضاتها الداخلية؛ بين مشروع خارجي يفقد صلته بالأرض وواقع المعاناة، ومشروع داخلي يرتهن لإيران ويضحي بالهوية في سبيل البقاء، تضيع قضية غزة وتتبخر دماء الشهداء. 

المعركة لم تعد ضد الاحتلال فقط، بل أصبحت صراع هوية ووجود. فإما أن تعود الحركة إلى جذورها وتوحد صفوفها، أو تتحول إلى صفحة أخرى في سجل الحركات التي انهارت من الداخل قبل أن يهزمها العدو من الخارج.

“ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين” حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، واصفًا عناصر التنظيم السري للإخوان، بعد قيامهم بعمليات إرهابية داخل مصر !!

“جواسيس وشخصيات مشبوهة تخدم العدو الصهيوني” خالد مشعل رئيس حماس في الخارج، واصفًا عناصر حماس الذين ينتقدونه ويكشفون فساده المالي !! pic.twitter.com/dAQdibIEZv


— أحمد𓂆 غزة (@ahmadGazapal) October 30, 2025

ما يجري اليوم يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الخلافات في حماس وصلت إلى نقطة اللاعودة، والانقسام أصبح حقيقة ماثلة للعيان لا يمكن إنكارها أو التغاضي عنها.

🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨

حركة حماس تنشر اسم قاني للحسابات المشبوهة

الإسم : العصفورة

آاااه يا عصفورة ااااه

هذا ثاني اسم حساب مشبوه و هي الإسم والوصف بالصورة pic.twitter.com/TszLw2zSUR


— mahmoud eshaileh (@Mahmoudeshailah) October 30, 2025

شاركها.