أمد/ كتب حسن عصفور/ اختتم في العاصمة القطرية يوم 8 ديسمبر 2025 منتدى الدوحة، الذي استمر يومين، وبحضور أمير قطر الشيخ تميم وشخصيات متعددة، كان ضيف الشرف فيه الرئيس السوري أحمد الشرع، تناول قضايا حيوية في مختلف المجالات، وأصدر وثيقة باسم “إعلان غرناطة لمبادئ مكافحة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية”، اعتبر إطار جديد.

إعلان المنتدى يشير إلى معادلة تربط للمرة الأولى بين “الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية”، رغم الفارق بينها، وكيفية استخدام كل منهما، بل وفي مجتمعات المختلفة، مع استغلال دولة الكيان “العداء السامية” للاختباء حول ما تواجهه من حملات دولية رافضة للإبادة الجماعية التي تقوم بها في فلسطين، جرائم حرب في قطاع غزة واقتلاع وتهويد وفصل نصري في الضفة.

دون التوقف كثيرا عند “إعلان غرناطة” ودوافعه الحقيقية، فالأمر الذي حمل علامات استفهام كبيرة ومتعددة، كيف أن منتدى بهذه القيمة السياسية الفكرية، تناول قضايا جوهرية، ومنها الحرب العدوانية الشاملة على الشعب الفلسطيني ولا يكون وجود لتمثيل فلسطين، فيما يمكن اعتباره سابقة عربية، أن تتم مناقشة القضية الفلسطينية في منتدى بإشراف دولة عربية، ولا يكون هناك تمثيل رسمي أو شبه رسمي لفلسطين.

منطقيا، الحرب العدوانية الشاملة التي تنفذها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، والتي فرضت ذاتها على مناقشات المنتدى، وتميزت الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز بمداخلة ذهبية شرحا وتوضيحا وإدانة لدولة ترتكب إبادة شاملة، كانت تتطلب وجود ممثل رسمي فلسطيني، كما شارك آخرين من دول متعددة، ليس من ناحية “تضامنية”، ولكن من باب أن القضية لها من يمثلها وليست “فاقدة الأهلية”.

بالتأكيد، لا يمكن أن يكون تغييب التمثيل الرسمي الفلسطيني عن منتدى الدوحة، سقط سهوا، كون الدولة المنظمة وأجهزتها على تماس مستمر بالقضية وبالرسمية الفلسطينية، بصفتها أحد رعاة اتفاق شرم الشيخ حول حرب غزة، وتتعامل بشكل يومي مع الموضوع الفلسطيني، ما يسقط شبهة “سقط سهوا”، كونها تهمة لا تليق بقطر أميرا وحكومة ومؤسسات إعلامية حاضرة، ومراكز بحثية خاصة.

تدقيقا فيما يقف وراء تجاهل التمثيل الرسمي الفلسطيني في منتدى الدوحة، مرتبط بعدم رغبة قطر أن تدعو الرسمية الفلسطينية، وهي من يستضيف قيادة حماس وراعيها الرئيسي منذ عام 2005، ضمن اتفاق مع أمريكا ودولة الاحتلال، حسب تصريحات رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن في المنتدى خلال لقاء مع تاكر كارلسون، فكان القرار تجاهل الوجود الفلسطيني، وكأنهم مدركين أن الرسمية الفلسطينية لن تصاب بدهشة أو غضب.

ومن بين دواعي عدم دعوة ممثل لفلسطين، قد يكون مرتبط بعدم دعوة ممثل عن دولة الكيان نظرا لما يمثله ذلك من إحراج كبير، فبدأ الأمر كعملية “توازن سياسي” كي لا تغضب أمريكا وتستفز بعض العبري لفتح فضيحة “قطر غيت”.

من الصعب جدا سابقا وراهنا، أن تكون هناك فعالية بقيمة عالمية تتحدث عن فلسطين، وتتجاهل ممثلها، بأي شكل كان، سواء رسمي مباشر أو مندوب عنها، لكن التغييب فذلك فعل كان له أن ينال من مواقف غاضبة، وقد يرتبط بحملة هدفها صناعة “بديل” بمقاس خاص، وفقا للتجربة السابقة التي أدت للانقسام الأخطر وتعزيز بديل موازي بعد دعمها انقلاب حماس وخطف غزة يونيو 2007.

ولعل رعاية قطر عبر مركز عزمي بشارة لبناء “إطار فلسطيني” احتضنت الدوحة انطلاقته الجديدة، كان أحد دوافعها بتجاهل دعوة الرسمية الفلسطينية، كي لا يصيب مشروع “الإطار البديل” ضررا سياسيا، خاصة وأن فعاليتاهم تتسع وتجد لها أمكنة جديدة، بدعم خفي من بلاد الفرس وتركيا وتحالفهم الفلسطيني.

وهنا السؤال الكبير، هل تجاهل دعوة الرسمية الفلسطينية لمنتدى الدوحة رسالة “قياس رد فعل” لما سيكون في اليوم التالي لحرب غزة، تحت أي صيغة كانت..أم  هي مناورة قطرية كي لا تخرج من ترتيبات المشهد الفلسطيني..ذلك ما ينتظر جوابا من رام الله وليس من الدوحة.

ملاحظة: في الأرجنتين..اللي رئيسها مصاب بعشق دولة الإبادة الجماعية..بعض نواب اليسار في البرلمان كسروا تقاليد القسم..وهتفوا “فلسطين حرة”..صرخة من بلد كتير بعيدة عن بلادنا..لكن صوتها كتير اقوى من جعجعة من في بلادنا..مش هيك عزومة..

تنويه خاص: متخيلين أن دولة كل وجودها مرهون بأمريكا..مع هيك بتقوم تتجسس على مركز شكلوه عشان حرب غزة..دولة وقاحتها ما لهاش حدود..اذا مع راعيها الأبدي عملت هيك وقاحة ما لهاش زي..كيف معكم يا بعض الهبلان اللي فاتحينها عالبحري معهم..قيمتك من ناسك مش عدو ناسك..افهمها يا..

لمتابعة قراءة مقالات الكاتب

https://x.com/hasfour50

https://hassanasfour.com

شاركها.