ملعون أبو الوطن!! أمد للإعلام

أمد/ يا لها من مهزلة، حين يصبح المطلوب منك لتكون مواطناً صالحاً، أن تموت بصمت، أو على الأقل تشجع على ذلك، تحت بند خسائر تكتيكية.
يا لها من مفارقة، حين يكون المطلوب منك أن تفكر داخل حدود رسمها لك من يتحدثون باسمك، ليس من خنادق القتال، بل من فنادق الـ 7 نجوم، لا أنت اخترتهم ولا هم يشبهونك في شيء.
ممنوع تشكي، ممنوع تبكي، ممنوع أن تسأل: لماذا؟ في سبيل من؟ إلى أين نسير؟ لأن هذه الأسئلة لا تليق بالمرحلة. سيشرحون لك بهدوء قاتل، من خلال بودكاست، أو لقاء تلفزيوني، أن الضحايا والخسائر قابلة للتعويض، وما يحدث مصلحة وطنية عليا، وأول خطوات التحرير وطريق الانتصارات. سيقولون مستحيل أن تتحرر من دون ثمن.. وإذا اختلفت أو سألت: لمن سيحيا الوطن؟ فيا ويلك!
ما يزيد الموت موتاً، هو خطاب الأستاذية في الوطنية، فمن معهم وطني شريف وصاحب الموقف الصحيح، ومن يعترض فاعتراضه خيانة للوطن.. هكذا يا سادة خطف الوطن وأصبح أداة ابتزاز!
ليست إبادة على يد الاحتلال المجرم فقط، بل هي أيضاً لحظة انهيار قيادي وأخلاقي كامل، حيث أصبحت الوطنية مرادفاً للانتماء الأعمى وتقديس الموت ورفض الحياة، وتبريراً لهذا العبث الدموي، والخيانة هي أن تقول لا وكفى..!!
أمام هذا العبث، ووفاء لوطني الحقيقي الذي خانه من نصب نفسه ناطقاً باسمه، فإنني أعلن على الملأ، بقناعة كاملة، لقد قررت دون مواربة أن أخون هذا الوطن، واخترت الحياة في سبيل الله لا الموت في سبيل غيره، وأنا ضد الحرب، ضد اللغة التي تستخدم لتجميل المذبحة وتبرير الموت، ضد تحرير فلسطين لو كان بهذا الثمن، والله على ما أقول شهيد.