اخر الاخبار

معطيات وسلوكيات تعكس تفاوت الامكانيات

حاولوا بطريقة وأخرى محاربة فكرة كانت أقرب للحقيقة على مدار سنوات منصرمة تؤكد بأن السلوك العام لحركة حماس يتمحور حول كيفية الحفاظ على السلطة في ظل التراجع الكبير على المستوى الدولي والاقليمي بالإضافة إلى تدهور الأوضاع الداخلية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وبعد العديد من المحطات الهامة في السنوات الأخيرة باتت القناعة الحتمية أن الحفاظ على الهدوء في المنطقة على حسب رغبة الداعمين كما أعرب أحدهم بذلك صراحةً، هو الطريق السليم للحفاظ على السلطة في نظرهم.

مفارقة عجيبة لسلوك غريب ولم يكن متوقع مقارنة بما سبقه من سلوكيات مواجهة الاحتلال لدى حركة حماس تُقْدم الحركة على قرار لا نعلم ماذا صور لاحدهم نتاج ذلك وليس هناك أي اجابات كيف ولماذا حدث السابع من اكتوبر 2023م وهل القرار بخوض تلك المواجهة كان بنظرهم يسير وله نتائج ناجعة أم هو ظناً بأن ما حدث سابقاً من خطف لشاليط على سبيل المثال أو صفقة وفاء الأحرار أو عملية خطف الجنود خلال المواجهات هو مشابه لما كان مخطط له في السابع من اكتوبر علماً أن السيناريو مختلف تماماً تلك المرة.

وفي ظل معاناة المراقبين معرفة دوافع ذلك السلوك الذي يعتريه كثيراً من الغموض مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لتلك الحرب، نراقب وبكثب معيقات الوصول لهدنة أو اتفاق لا سيما الرفض الغير مبرر لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وهذا ما يؤكد أن استمرار الحرب هو فقط مصلحة لذلك المتعجرف، مما يجبر المفاوض الفلسطيني على الوقوف والتفكير جيداً في ظل شلال الدماء الذي أغرق غزة والخسارات المتتالية والكبيرة، وبالنظر سريعاً لمراحل المفاوضات لوقف إطلاق النار من عروض بانسحاب الجيش من محور نتساريم وشمال قطاع غزة، تلاها مفاوضات بانسحاب الجيش من محور فلادلفيا ومعبر رفح، واليوم بات الحديث عن طرح اسرائيلي بمغادرة رئيس حركة حماس ورفقاءه من قطاع غزة، كل ذلك يظهر التراجع الكبير لدى المفاوض الفلسطيني، واللامبالاه لدى الاحتلال الاسرائيلي وعدم الاكتراث لاي ورقة ضغط فلسطينية أو اقليمية.

إن المراقب لسلوك ذلك العدو المجرم وخصوصاً بعد الاختلاف الواضح في سياسة المواجهة في أكثر من جبهة بذات التوقيت يعي جيداً أن استمرار الحرب يعني استمرار القتل والتدمير وكل الحسابات تظهر النتيجة الحتمية بأن الدماء هي السبيل الوحيد لاشباع رغبات ذلك العدو الغاصب الذي يرفض كافة الحلول ويفاوض فقط من أجل كسب المزيد من الوقت، وبنظر البعض أنه طالما لم يحقق الجيش الاسرائيلي الأهداف التي صاغها لتلك الحرب فأنه لن يكون هناك أي اتفاق حقيقي ولا سيما أن بعض الأهداف وضعت مبرراً لاستمرار القتل والدمار.

وفي سلوك غير مسبوق توجه حركة حماس رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مطلع افتتاح الدورة العادية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبة اياه وضع حد للحرب في غزة، وهنا وجب التدقيق والمراجعة في التغيير الجوهري لمبدأ الحركة الذي جاء تحت الحرب والنيران بعد المواقف العديدة التي كانت ترفض اي تدخل دولي سلمي بذريعة أن الطريق الوحيد لنيل الحرية والاستقلال هو "السلاح" وكان ذلك واضحاً من خلال التجهيز والتجهز لتلك الحرب وانتقاد الحركة الدائم لسلوك الرئيس الفلسطيني الذي كان وما زال واضح المبدأ في رفضه التام للسلاح والتمسك بمبدأ السلام اقليماً ودولياً، كل ذلك يظهر التغير الملحوظ الذي جرى مع التذكير بخطاب خالد مشعل رئيس الحركة في حينه في مؤتمر الدوحة التحولات في الحركات الإسلامية سبتمبر/2016م والذي مهد الطريق لاي طرح للتفاوض والتحاور والذي أكد في حينها بأنه لا يحق لحماس أن تنفرد بقرار الحرب وأن أي برنامج سياسي أو نضالي يجب أن يكون بمشاركة كافة أطياف الشعب الفلسطيني، ولكن سرعان ما تلاشى ذلك الطرح.

يأخدنا كل ذلك إلى تفكير معمق في أن السبيل الوحيد والانتصار الحقيقي هو الحفاظ على ما تبقى من ذلك الشعب وتضميد جراحه لأنه وحسب المعطيات الحالية أفضل النتائج ستكون العودة لما كنا عليه قبل السابع من اكتوبر 2023م وذلك للاسف بعيد المنال، بعد كم الفقد والدمار والخراب الذي حل بنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *