مصر توضح تطورات مفاوضات صفقة التهدئة: مستمرة رغم العقبات
أمد/ القاهرة: صرحت مصادر أمنية مصرية لوسائل الإعلام يوم الأربعاء بأن المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل لا تزال مستمرة رغم العراقيل الكبيرة التي تواجهها.
وأكدت المصادر أن مصر تنتظر حاليًا رد حماس على بعض المقترحات الإسرائيلية بشأن مراحل وشروط اتفاق الهدنة.
وأضافت المصادر أن المفاوضات تشهد حالة من الجمود، مشيرة إلى أن الرد المحتمل من حماس على هذه المقترحات قد لا يكون إيجابيًا، وفق ما ذكرت صحيفة “El Debate” الإسبانية.
وأكدت المصادر أن الأمر يتعلق الآن برد حماس، وليس من المؤكد أن يكون هناك قبول من قبل الحركة لاتفاق محدود من أجل وقف إطلاق النار دون إنهاء الحرب بشكل كامل.
وأوضحت المصادر الأمنية المصرية أن الأطراف المعنية في المفاوضات، بما في ذلك مصر والولايات المتحدة، ما زالت تسعى للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وسط صعوبات جدية في التوصل إلى تفاهم نهائي.
وأضافت المصادر أن المحادثات مستمرة في قطر، التي تعمل بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة على وساطة جهود التوصل إلى اتفاق.
وتجدر الإشارة إلى أن حركة حماس وضعت شروطًا أساسية للموافقة على وقف إطلاق النار، من أبرزها أن يشمل الاتفاق إنهاء الحرب بالكامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
شروط إسرائيلية
في المقابل، تشترط إسرائيل أن يتم استبعاد حركة حماس من الحكومة المقبلة في قطاع غزة عقب انتهاء الحرب. بينما يضغط الوسطاء الدوليون من أجل التوصل إلى اتفاق يحقق سلامًا دائمًا في المنطقة.
ومن أبرز القضايا التي تعرقل التقدم في المفاوضات هي الشروط المتعلقة بوقف إطلاق النار، والجمود الذي يسيطر على عملية التفاوض، مما يعقد التوصل إلى اتفاق سريع.
بحسب قناة “كان” العبرية، فإن إحدى العقبات الرئيسية التي تعرقل المفاوضات تتمثل في الشروط المرتبطة بوقف إطلاق النار، خاصة مطلب حماس بوقف القتال فورًا كشرط أساسي لإنجاز صفقة إطلاق سراح المختطفين.
المسؤولون المطلعون على الملف حذروا من أن استمرار الجمود الحالي قد يؤدي إلى تأخير عملية إطلاق سراح المختطفين، وعلى رأسهم الجنود الإسرائيليون، وكذلك المدنيون الذين لا تتجاوز أعمارهم الخمسين عامًا.
وفي الوقت ذاته، أشار بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى أن هناك تباينًا في المواقف بشأن كيفية تنفيذ شروط الاتفاق، مما يجعل عملية التفاوض أكثر تعقيدًا. وفي جانب آخر، أفادت قناة “12” العبرية بأن الاتهامات المتبادلة بين الطرفين تزيد من تعقيد الوضع.
فقد اتهم المسؤولون الإسرائيليون حركة حماس بعدم الجدية في التفاوض، في حين أن حماس انتقدت ما اعتبرته تعنتًا من الجانب الإسرائيلي وعدم مرونته.
كما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر أمنية إسرائيلية تأكيدها أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في تحديد مناطق جديدة للمناورة في قطاع غزة في حال استمرار المفاوضات بدون التوصل إلى اتفاق قريبًا. هذه التصريحات تزيد من الضغوط على إسرائيل للوصول إلى اتفاق سريع.
من جهة أخرى، أكدت الصحيفة أن المحادثات قد وصلت إلى مراحلها النهائية، إلا أن التصريحات الإعلامية من بعض المسؤولين الإسرائيليين أثرت سلبًا على سير المفاوضات وأدت إلى إعاقة التقدم في العملية التفاوضية.
وأضافت المصادر أن الوضع الحالي غير مقبول وأنه من غير المعقول الوصول إلى هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات مع استمرار التصريحات الإعلامية التي تؤكد استمرار الحرب وسيطرة الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي هذا السياق، أوضحت مصادر أخرى في هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل بحاجة إلى إبداء مزيد من المرونة إذا كانت تأمل في تحقيق تقدم في المفاوضات.
من جانبها، أكدت حركة حماس في بيان لها أن المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار تتقدم بشكل جدي، لكنها أشارت إلى أن إسرائيل قد فرضت متطلبات جديدة أدت إلى تأخير التوصل إلى اتفاق.
وقالت حماس إن الحركة أظهرت مسؤولية ومرونة في التفاوض، لكن الشروط الجديدة التي طرحتها إسرائيل، المتعلقة بالانسحاب من غزة وعودة النازحين، كانت عقبة أمام إتمام الاتفاق الذي كان في متناول اليد.
وفي رد فعل اتهم مكتب رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو حركة حماس بالكذب و”الانسحاب” من الاتفاقات التي تم التوصل إليها، ما زاد من تعقيد المفاوضات غير المباشرة، التي تتوسط فيها كل من قطر ومصر.
وأشار نتنياهو في بيان له، إلى أن إسرائيل ستواصل جهودها بلا كلل لإعادة جميع المختطفين الإسرائيليين، مؤكدًا أن إسرائيل لن تقبل التنازل عن هذه القضية.
وفي تطور آخر، عاد فريق التفاوض الإسرائيلي، الذي يضم مسؤولين من أجهزة المخابرات الإسرائيلية مثل الموساد والشاباك، إلى البلاد بعد أسبوع من المفاوضات بهدف إجراء مشاورات داخلية مع نتنياهو.
كما أشار البيان إلى أن فريق المفاوضات سيواصل مساعيه للوصول إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف.
من ناحية أخرى، أعرب منتدى أهالي الرهائن والمفقودين، وهو المجموعة التي تمثل عائلات الـ96 شخصًا المختطفين، عن قلقها من تأخر التوصل إلى اتفاق.
ودعا المنتدى الحكومة الإسرائيلية إلى التوقيع على الاتفاق بسرعة، مؤكدًا أن “شروط الاتفاق لم تكن أبدًا أحسن”.
وأشار المنتدى إلى الدعم القوي من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي أكد أهمية التوصل إلى اتفاق بحلول 20 يناير، إضافة إلى دعم الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، مما يعكس أهمية اللحظة الراهنة في مسار المفاوضات.
وتبقى الأنظار مشدودة إلى المفاوضات الجارية في قطر، حيث تستمر الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
هرتسوغ ولابيد يتحدّثان عن المخاطر على المختطفين
أكد الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، أن المختطفين في قطاع غزة يواجهون “خطراً داهماً على حياتهم”، مشدداً على ضرورة التحرك الفوري للتوصل إلى اتفاق يعيدهم إلى وطنهم.
جاء ذلك خلال مشاركته مساء يوم الأربعاء في حفل إضاءة شموع عيد الحانوكا مع جنود الجيش الإسرائيلي المعاقين في بيت هالوشيم في تل أبيب.
وقال هرتسوغ في كلمته وفق موقع “والا العبري”: “أتمنى وأعمل وأصرخ بكل الطرق من أجل العودة الفورية لأخواتنا وإخواننا المختطفين من غزة”، مضيفًا أن الوضع الحالي يمثل “فترة حرجة بالنسبة لعودتهم”.
وأشار إلى أن مؤتمرًا عُقد مؤخرًا في منزل الرئيس تطرق إلى الحالة الطبية للمختطفين، حيث عرضت خلاله شهادات مختطفين سابقين وخبراء طبيين، أكدوا أن “كل يوم يمر يزيد من الخطر على حياة المختطفين”.
وأضاف هرتسوغ أن “إسرائيل تواجه عدواً قاسياً يحاول بشتى الطرق الإضرار بجهود عودة المختطفين”، مشيرًا إلى أن المفاوضات مع هذا العدو تتطلب “إبداعاً وتصميماً ومسؤولية”. ودعا هرتسوغ القيادة السياسية إلى العمل بكل قوتها وبجميع الأدوات المتاحة للتوصل إلى اتفاق، قائلاً: “هذا واجبكم، وهذه مسؤوليتكم. لديكم دعمي الكامل”.
لابيد ينتقد سياسة الحكومة
في سياق متصل، انتقد رئيس المعارضة، يائير لابيد، سياسة الحكومة بشأن قضية المختطفين، متهماً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم الجدية في التوصل إلى صفقة تبادل.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن لابيد قوله: “نتنياهو لا يريد التوصل إلى صفقة تبادل حقًا”، مما يعكس توتراً داخلياً بشأن طريقة إدارة هذه القضية الحساسة.
تصريحات هرتسوغ ولابيد تأتي في ظل ضغوط متزايدة على الحكومة الإسرائيلية من عائلات المختطفين والرأي العام للتوصل إلى حل سريع يعيد الأسرى إلى ذويهم، وسط تعقيدات كبيرة في المفاوضات مع حركة حماس.