أمد/ القاهرة: شدد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، على أن القوة الدولية المزمع إحلالها في قطاع غزة الفلسطيني، يجب أن تكون جزءًا من مهمة حفظ السلام، لتكون عملية وقابلة للتطبيق.

وأشاد عبد العاطي، في مقابلة قناة “خبر تورك” التركية، بالجهود الدولية الرامية لتعزيز وقف إطلاق النار في غزة، مؤكّدا أن ما شهده القطاع خلال العامين الماضيين، كان “جريمة ضد الإنسانية” تستوجب تحرك المجتمع الدولي.

وأضاف أن بلاده تعمل مع تركيا ودول أخرى صديقة مثل الولايات المتحدة الأميركية، لتعزيز وقف إطلاق النار في غزة، وجعله دائما.

وذكر عبد العاطي أن وقف إطلاق النار الحالي في غزة، “هشّ للغاية”، وأن الأولوية القصوى حاليا هي منع إسرائيل من استئناف هجماتها، وأي عدوان جديد على غزة.

وتابع أنه من الضروري أن تتكلّل المفاوضات الجارية حاليا في نيويورك بالنجاح، وتُقرّ القرار الذي اقترحته الولايات المتحدة على مجلس الأمن الدولي، بشأن القوّة الدولية في غزة، مشيرا إلى أن “هذا أمر مهم جدا”.

وتابع: “هذا القرار يتضمن نشر قوة دولية لمراقبة التزامات كلا الجانبين (إسرائيل وحماس) بوقف إطلاق النار”.

وذكر عبد العاطي أن “إسرائيل تشنّ هجمات دورية على غزة، وتزعم انتهاكات من الجانب الآخر، وهذا الوضع غير قابل للاستمرار؛ لذلك، هناك حاجة إلى قوة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار ومحاسبة الطرفين على أي انتهاكات محتملة”.

ولفت إلى أنه من الأولويات أيضا، ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

وشدد الوزير المصري على أن غزة أرض فلسطينية، ويجب أن يحكمها الفلسطينيون.

وأضاف: “لا بد من إطلاق مشاريع الإنعاش وإعادة إعمار غزة. ولهذا الغرض، ستستضيف مصر مؤتمرا، خلال الأسابيع القادمة، وقد وجهنا دعوة لتركيا للمشاركة في هذا المؤتمر الحيوي”.

وأشار عبد العاطي إلى أن هذا المؤتمر سيُمهّد الطريقَ لعملية سياسية من شأنها أن تُفضي في نهاية المطاف إلى إقامة دولة فلسطينية تضمّ غزة والضفة الغربية، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد أنه بدون إقامة الدولة الفلسطينية، يستحيل تحقيق الاستقرار والسلام الدائمين في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل نفسها.

وردا على سؤال بشأن العوامل التي ساهمت في كسر الجمود الذي شاب محادثات وقف إطلاق النار، أشار عبد العاطي، إلى الدور الحاسم للولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب، الذي تمكن من فرض خطته للسلام على الطرفين، ما أعطى المفاوضات زخما جديدا، وضمانا لاستمراريتها على الأرض.

وقال: “سبق لنا أن أطلقنا مبادرات مختلفة، شاركت فيها مصر وقطر وتركيا. إلا أن مفتاح نجاحنا الأخير في شرم الشيخ كان المشاركة الشخصية للرئيس الأميركي ترامب. وهذا يضمن أيضا استمرارية وقف إطلاق النار على الأرض، إذ يتابع الرئيس ترامب العملية عن كثب، ويواصل ضغطه لضمان وفاء الأطراف بالتزاماتها”.

وأضاف عبد العاطي أن “المطلوب الآن هو أن تفي الأطراف بالتزاماتها في خطة ترامب للسلام. ووفقا لهذه الخطة، يجب على إسرائيل سحب قواتها. ومن جهة أخرى، يجب تشكيل لجنة إدارية فلسطينية لإدارة غزة، وبدء عملية نزع سلاح الفصائل المسلحة على الأرض”.

وتابع: “الآن، علينا الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تشمل الانسحاب الإسرائيلي ونزع السلاح وتشكيل لجنة إدارية فلسطينية في غزة تكون مسؤولة عن الأمن والنظام العام وتوفير الخدمات الأساسية. وبعد ذلك، سيتم تعزيز السلطة الفلسطينية وتفعيلها ميدانيا”.

شاركها.