أمد/ كتب حسن عصفور/ بشكل مفاجئ، عاد مسؤول حركة حماس في الخارج ورئيسها الثاني، إلى الساحة الإعلامية بتصريحات عبر قناة قطرية، حاول أن يقدم ذاته بطريقة “خاصة” يبدو أنه لغرض خاص، وتلك مسألة قد لا تكون ذات قيمة كونها شأن داخلي لحركة لم تستطع اختيار رئيسها بعد اغتيال يحيى السنوار.
مسار لقاء خالد مشعل، مع القناة القطرية حاول أن يلتف كثيرا على واقع الحرب وجوهرها، وما أنتجته من نكبات سياسية وإنسانية لم يعرفها شعب فلسطين منذ النكبة الأولى، ليعيد إنتاج الرواية الهزيلة حول هجوم 7 أكتوبر بأنه يوم للفخر، وربما سيكون حقا يوم للفخر اليهودي، كونه فتح الباب لتدمير مقومات الكيانية الأولى فوق أرض فلسطين، التي وضع حجر أساسها الخالد المؤسس ياسر عرفات 4 مايو 1994، قبل أن تتآمر حماس والفاشية اليهودية عليها.
مسلسل الارتباك في لقاء مشعل، جسده في الحديث عن التطبيع وكيف تم حصره، ما يشير إلى أنه ليس مجتهدا في المتابعة، فحجم التعاون بين دولة الكيان وبعض الدول العربية تنامي بما فيها تعاون أمني وشراء أسلحة، فيما موقف العربية السعودية، كان ولا زال ذات الموقف قبل المؤامرة الأكتوبرية، وبعدها، ربط العلاقة بمسار نحو الدولة الفلسطينية.
محاولة قيادات حماس ومنهم مشعل، تغطية الكارثة الكبرى، التي تتطلب محاكمتهم وطنيا، قبل العفو الدولية والجنائية الدولية، بأنها أدت لحراك عالمي تأييدا لفلسطين، ووضعت “حل الدولتين” للنقاش، تكشف غرابة سياسية، بعدم التمييز بين رفض الجرائم ضد الإنسانية التي نفذتها دولة العدو الاحلالي وحكومتها الفاشية وبين فعلتهم التي تدان بنفس الإدانة، وإن كان بصوت خافت بحكم النتائج، ومن بين ما أدانهم مؤخرا الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش.
ربط رفض جرائم ضد الإنسانية وكأنه “إنجاز” يشكل قمة العقم الفكري السياسي في رؤية مضمون مواقف مرتبطة بفعل لا يمكن الارتضاء به، لكنه لا يترجم لمواقف أخرى، وفلسطين كانت عضوا كدولة مراقب منذ عام 2012 اعترف بها ما يقارب الـ 143 دولة، وتعززت مكانتها بعد مايو 2024، وارتفع المعترفين بها إلى 160 دولة تضامنا مع شعب وليس حبا في فعل تدميري.
محاولة مشعل وقيادة حماس إعادة صياغة أبعاد 7 أكتوبر 2023، بتصديره أنه فعل مقاوم، ولعب دورا كبيرا في تحريك مسار القضية الفلسطينية ليس سوى محاولة يأس سياسي، بعدما كشفت تقارير أمنية وإعلامية في دول الكيان، معرفتهم بالكثير مما كان يخطط، وتركوهم للقيام به لتبدأ أخطر عملية سياسية في المنطقة، التي وصفها رأس الطغمة الفاشية نتنياهو بأنها بداية تغيير الشرق الأوسط، وقد بدأ وحقق بعضا مما أراد، وربما ما يزيد.
لجوء مشعل وقيادة حماس بعدما باتت في واقع لن يطول زمنه، تحاول الآن اللجوء للرسمية الفلسطينية وشرعيتها، وهو شخصيا من قاد الانقسام الأول في الكيانية الوطنية وخطف غزة يونيو 2007، بمؤامرة قدمت الخدمة الكبرى لمشروع الفاشية اليهودية، مقابل أوهام دعم حكمهم الإخوانجي في قطاع غزة لتكون قاعدة خاصة للجماعة المتأسلمة.
كان ملفتا جدا، أن يعتبر خالد مشعل نزع سلاح حماس كما نزع الروح، عبارة حاولت استغلال البعد العاطفي بعيدا عن الموقف السياسي، رغم أنه أشار إلى قرار مجلس الأمن 2803 الذي رضخت له حماس، وينص ليس فقط على نزع سلاح حماس وقطاع غزة بل على تدمير البنية التحتية للإرهاب، وهو التعبير الذي لم تجرؤ يوما دولة ما أن تطالب به ليكون ضمن قرار أممي قبل أن تخرج حماس.
هل نقرأ من تصريحات خالد مشعل، الذي عاد بشكل مفاجئ للإعلام، بعد أزمته مع الشقيقة الأردن فاختفى زمنا، بأنها تقديم سياسي لليوم التالي بنزع روح حماس نعيا للحركة، ما دام ذلك مرتبط بنزع سلاحها ونزعها من المشهد، والذي سيكون حتما..سؤال لا أكثر.
ملاحظة: حروب ترامب توسعت لتشمل الأونروا والجنائية الدولية..لأنه شايفها منحازة للفلسطينيين..كلامه مش زي غيره لو طبقه فعلا..لأنه عارف قديش بيدفعوا مصاري وغيرهم قديش..لو كم دولة من جماعة 4 ترليون دولار لأمريكا يفتحوا صندوق دعم بكم مليون دولار..اكسروا خوفكم مرة بس..
تنويه خاص: الرئيس الكولومبي بيترو ثوري بالفطرة.. عاشق فلسطين وحطة الخالد ياسر..حكى للرئيس الفنزويلي الثوري جدا مادورو.. أنه الرد على العدوان الخارجي مش مجرد تجنيد عسكري بل ثورة ديمقراطية..كلام عقل وزين وحروف من دهب ..افعلها يا مادو..
لمتابعة قراءة مقالات الكاتب
https://x.com/hasfour50
https://hassanasfour.com
