اخر الاخبار

مشاهد غزّة الآيلة للحياة أمد للإعلام

أمد/ هبًّ البحرُ،

ينثرُ ملحه كتعويذة  تطهّر جراح المدينة،

يغسلُها من الحزن،

ويسقيها من نبع الحياة قطرة أمل.

خرج الموتى،

يتمايلون في حلبة الريح،

يلقون النشيد المقدّس

على حقولٍ أثقلها التعب.

خرج الرسّامُ من المجزرة،

بيدٍ مقطوعة

ولوحاتٍ معفّرة برصاصٍ آثم،

وأحمرٍ خجول.

من يُعيد للألوان زهوها؟

غزةُ،

أيّتها المدينة العالقة

بين فكّي (الميركافا)

وعويل الطائرات،

كيف تحيا الذاكرةُ

حين يُشفق علينا النسيان؟

هناك،

كان الزمنُ يجلدُ نفسه،

والأشرارُ يحملون

صخرة سيزيف

من القاع إلى القمّة،

لتسقطَ فوق رؤوسنا.

هناك،

تنبتُ الأكفانُ زهرةً مقدّسة،

يرويها الإله بعناية الشهيد،

بينما نضجَ الموت

ولم ينضج رغيفٌ واحدٌ للجياع.

هنا،

طأطأت القصائدُ رؤوسها،

خجلاً من لغاتٍ بلا نصال،

عاجزة عن أن تجرح هيولى الرعب

القاتلُ يخفي رأس القتيل

تحت قبّعة الساحر،

والإلهُ يكتبُ على لوح الصمت:

“لو لم تخطئوا،

لمنحتكم شهوة الفراديس”

كلنا قاتلٌ أو مقتول،

نضجنا في لغة الدم،

ونسكن في شقوق الزمن

حيث تسيل لعناتٌ لا تجف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *