مسجد باريس وازدواجية المعايير في فرنسا
انتقد مسجد باريس الكبير، مساء الثلاثاء في بيان، تصريحات للوزير الأول الفرنسي غابريال أتال بخصوص عملية السابع أكتوبر 2023 التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، وما خلفته من ردود مواقف وتصريحات في فرنسا طيلة الأشهر الماضية.
وخلال العشاء التقليدي الذي ينظمه “المجلس التمثيلي للهيئات اليهودية بفرنسا”، كل سنة، صرَح عطال أثناء حضوره المأدبة ليل الاثنين الماضي، أنه “لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة أن التقديرات تشير، إلى أن اليهود الفرنسيين يمثلون 1 بالمئة من سكان فرنسا، لكن أكثر من 60 بالمئة من الهجمات المرتكبة بسبب الانتماء الديني للضحايا، هي أعمال معادية للسامية”.
وشدد أتال على أنه “في مواجهة هذه الزيادة، لا ينبغي أن يمر أي فعل دون عقاب، ولا ينبغي أن يتمتع أي معاد للسامية براحة بال”، متعهدا “الرد بحزم على هذه الاعتداءات”.
ورد مسجد باريس الكبير على أتال، في بيان نشره الثلاثاء على صفحته بـ”فيس بوك”، مؤكدا أنه “يرحب بموقفه حول التوترات ما بين الجاليات والحاجة إلى عدم السماح للممارسة السياسية الساخرة بتقسيم مجتمعنا”، لكنه عبَر عن رغبته في أن يوجه المسؤول الثاني في الجهاز التنفيذي في فرنسا “إدانة لا لبس فيها للاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون في فرنسا”، في إشارة إلى أن أتال يمارس مقاييس مزدوجة في مسألة “العنف” الذي خلفه العدوان الصهيوني على غزة، في فرنسا، وذلك لانحيازه المفضوح ليهود فرنسا.
وجاء في بيان مجسد باريس أيضا:”إن دعوة غابريال أتال إلى اليقظة، يجب أن تنطبق على قدم المساواة على جميع الجاليات”.
مضيفا بأنه “يتابع بقلق انتشار المفهوم الزائف في الفضاء العام بخصوص معاداة السامية الإسلامية، والذي يوصم المسلمين الفرنسيين بشكل غير عادل”.
وعبَر مسجد باريس الكبير، في نهاية مارس الماضي، عن “قلقه الشديد إزاء سلسلة التهديدات التي استهدفت مؤخراً عدداً من المدارس، ومدير مدرسة ثانوية في الدائرة العشرين من باريس”.
وكان يشير إلى مدرسة “موريس رافيل” التي أعلنت أن مديرها ترك منصبه؛ لأسباب أمنية وذلك بعدما تلقّى تهديدات بالقتل، على أثر شجار مع طالبة لكي تخلع حجابها.
ودعا مسجد باريس إلى “الوقف الفوري لهذه التهديدات”، مطالباً القضاء”إلقاء الضوء كاملاً على مُنفذي هذه الأعمال الشنيعة”.
وفي نهاية 2023، أبدى شمس الدين حفيز عميد المسجد، مخاوف من انتشار متزايد لخطاب وتصرفات العنصرية والكراهية ضد المسلمين في فرنسا، توازيا مع تصاعد الاعتداءات الصهيونية على غزة، وبخاصة في وسائل الإعلام التي تتبنى وتروج لمواقف وتصريحات رموز اليمين العنصري المتطرف.