اخر الاخبار

مسجد النور بالشريعة

بقلب المحمية الطبيعية الشريعة، ترتفع منارة مسجد النور على مقربة من الساحة العامة للبلدية بلونها الفاتح بين البياض والأخضر، وتطل على غابة كثيفة من أشجار الأرز، تميمة البليديين ينادي فيها المؤذن للناس بالصلاة جامعة، وللتراويح في رمضان، وقد تزينت بأضواء باهية تشع وتنير فضاء هادئا وساحرا.

مسجد النور بالشريعة كان كنيسة يعبد فيها عسكر فرنسا والكولون المستوطنون الصليب، لكن مع السنوات الأولى من استقلالنا تحوّل وأصبح مسجدا جامعا، تقام به الصلوات الخمس والجمعة، حتى قبل التغيير في النظام الأسبوعي، وإقرار الجمعة يوما من عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن كانت يوم الأحد.

يتسع مسجد النور لنحو 400 مصلٍّ، ويرتفع العدد في كل رمضان مع صلاة التراويح باستغلال ساحته ومحيطه ويزداد الوافدون إليه، خصوصا في أيام الصيف والشهر الفضيل، أين تجد عائلات بالأخص راحتها ومتعتها في قضاء أيام الصيف بالجبل العالي، وهو ما يزيد في عدد المصلين بالمسجد الجامع.

وحسب شهادات منتخبين وسكان الجبل العالي، فإن العلاّمة الراحل الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، حينما كان إطارا بجامعة الأمير عبد القادر في قسنطينة، سنوات الثمانينيات، كان له الحظ في أن يزور المسجد بل ويؤم المصلين، وأيضا زاره وصلى به كذلك الداعية الراحل الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله، دون حساب إطارات ووزراء وشخصيات سياسية، كانوا يفدون من العاصمة الجزائر بالخصوص، وكانوا يفضلون صلاة الجمعة بالمسجد الجامع وسط نسمات الهواء المنعش والصافي والهدوء التام، ربما للابتعاد عن صخب المدينة وضجيجها، ولاستعادة نفس جديد وللاستعداد لأسبوع قادم.

مسجد النور إلى اليوم ما يزال يشكل حلقة من خصوصية الشريعة، وعنوانا هاما ضمن معالم المحمية وجزءا من هوية سكانه، ومقصدا للعبادة والدعاء والانعزال الروحي، وسط طبيعة ما تزال عذراء وصامتة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *